يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

الأربعاء، ديسمبر 31، 2008

وللحقيقة وجه آخر


اسمحوا لي أن أحيد عن مجريات الأحداث التي وقف لها العالم حدادا واعتصرت على ما يدور بها الأفئدة حزنا وألما، وأن أقدم هذا المشهد العبثي عله يكون تبيانا لما يحدث الآن في غزة بل ربما عرفنا منه سبب ما يحدث الآن لكل مسلمي العالم.

نعلم جميعا أنه عندما اجتمع أمير المؤمنين الصديق أبو بكر بعظماء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في القمة العربية في المدينة المنورة، اتفقوا بعدها على إرسال خالد ابن الوليد مع رجالات المدينة لاستئصال جذور الردة من شبه جزيرة العرب، فجدلا دعونا نفترض أنه عندما ذهب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد دار بينهما الحوار التالي:

أبو بكر: احنا قررنا يا خالد إننا نبعتك مع شوية جنود علشان تدعو الناس دول اللي مش عاوزين يدفعوا الزكاة وتقنعهم إنهم يرجعوا عن اللي في دماغهم يأما إذا ما وفقوش فهنضطر نحاربهم ونقاتلهم لحد آخر راجل في المدينة
خالد: والكلام ده عايزه إمتى يا أمير المؤمنين؟
أبو بكر: فورا
خالد: بس فيه مشكلة يا أمير المؤمنين!!
أبو بكر: خير؟
خالد: الحقيقة يا أمير المؤمنين أنا مش هينفع أسافر دلوقتي لأني عندي شوية شغل
أبو بكر: شغل؟ شغل إيه؟
خالد: أصلي بصراحة الفرس الجديدة بتاعتي عليها أقساط وكمان كنت واخد قرض من بنك المدينة المنورة (لايت سيتي بنك) وعاوز أسدده.. بس أوعدك يا أمير المؤمنين أول ما أخلص الحاجات دي هكون تحت أمرك على طول ..
أبو بكر: طيب والدين يا خالد؟
خالد: لا ما تقلقش خالص .. أنا الحمد لله بصلي في المسجد وبصوم اتنين وخميس .. لا وإيه .. العيال كمان جايب لهم شيخ يحفظهم القرآن.. طيب دي حتى بنتي الصغيرة خلصت حفظ الجزء التلاتين .. تعالي يا بنت سمعي لعمك أبو بكر سورة النبأ!!
أبو بكر: طيب والمسلمين اللي ارتدوا ومابقوش يدفعوا الزكاة؟
خالد: يا أمير المؤمنين الدين يسر .. هما مش مسلمين وقلبهم أبيض وزي القشطة يبقى ربنا هيرضى عنهم .. وبعدين بصراحة يا أمير المؤمنين أنا محتاج أدرس شوية فقه لأن أهم حاجة إني أتعلم الدين وبعد ما أتعلم الدين كويس وأحفظ القرآن كامل وأحفظ كمان أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمتون بتاعتها، ساعتها بس ممكن أبقى أخرج في الدعوة وأدعو غيري .. لكن دلوقتي أنا لسه بدري قوي عليا!!

والآن .. نحن نصلي ونصوم ونتصدق بل ونحفظ القرآن وربما كفلنا يتيما، إذاً فنحن بخير .. هكذا زعمنا .. ولكن الحقيقة أيها السادة أننا أغفلنا الجزء الأكبر من الدين والذي قال الله تعالى فيه "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله"

كم من المسلمين اليوم توقف عن دفع الزكاة .. وكم منهم لا يصلي .. وكم منهم لا يصوم رمضان .. ناهيك عمن ارتد منهم عن الإسلام بالكلية .. كم منا احترق ألما على جاره الذي لا يصلي .. متى كانت آخر زيارة قمنا بها لتفقد أحوال الغير .. متى دعونا للأمة بالصلاح والنصرة .. والصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول في معنى الحديث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"

نحن نلوم العالم الذي لم يتحرك لنصرة إخواننا الفلسطينيين ونلوم الحكومات والملوك والرؤساء العرب بل والعجم ولكن الحقيقة أننا لابد أن نلوم أنفسنا أولا فنحن من تركنا أمر ديننا وتخاذلنا عن نصرة الدين ودعوة أنفسنا أولا ومن ثم دعوة الغير إلى الخير وأصبحنا نلهث وراء مادة زائلة نبحث بها عن سعادة مفقودة ونسينا الحقيقة الجلية في قول ربنا "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى"

"أينقص الدين وأنا حي" تلك كانت كلمات الصديق عندما تعطل ركن واحد من أركان الدين وهو الزكاة، وأرسل جل رجال المدينة لدعوة هؤلاء المرتدين، فماذا نحن فاعلون وقد انفكت عرى الدين عروة تلو الأخرى ووقفنا نحن كالخُشُبُ المُسَّندة مكتفين بوضع الأكف على الخدود وذرف دموع التماسيح.

نعم إنه الدين الكامل الذي سيسألنا عليه الله يوم القيامة، وهو ذات الدين الذي سيُسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولكن جل ما أخشاه هو أنني عندما أبحث في صحيفتي يوم القيامة عن ردود تضاهي ما فعله هؤلاء الرجال فلا أجد عندي سوى الهباء المنثور!!

التسميات:

posted by ولد مصري at 00:14

16 Comments:

فهمت وجهه نظرك اللي فعلا ليها علاقه قويه باللي كنا بنتكلم فيه

انت معاك حق في كلامك

الأربعاء, ديسمبر 31, 2008 12:45:00 ص  

وصلت الفكره ياخوي يامصري... هي المشكله في البعد عن الدين... لو كان الكل فاهم نفس الفكره لاصار تفكك بالامه الإسلاميه... ولا صارت فتن... لاننا حنكون كلنا متوجهين لهدف واحد" رضا الله سبحانه وتعالى عننا". ساعتها حنكون قلب على قلب... ولا نكون وصلنا للحاله اللي وصلنا لها.

الأربعاء, ديسمبر 31, 2008 1:01:00 ص  

السلام عليكم أخي...
معك كل الحق أخي في كلامك..
.......
في أمان الله..

الأربعاء, ديسمبر 31, 2008 1:14:00 ص  

السلام عليكم
الفكره اكيد واضحة و ياريت الكل يعلمها حقا
ناس كثير ظلمت الدين لما جعلته مغلقا على صلاتها و صيامها و دراسة الدين و غيره و غيره و تجدها فى امور اخرى تتحايل و تتلاعب و تأخذ من الدين ما تريده و تتغافل عن ما ليس على هواها
ثم كبرت المأساه عندما تفرغنا للامور الصغيره و تركنا الدين يهتز كيانه
و يحاولون هدمه و نحن ما زلنا نناقش قضايا تافهه و كل يخرج بالحكم الذى يرضى هواه ..
اخى الفاضل صدقت حقا فى كل كلمه
و كيف ينصرنا الرحمن و نحن مصرين على ظلم بعضنا البعض و ظلم انفسنا ..
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
سلمت يداك
تحياتى

الأربعاء, ديسمبر 31, 2008 3:53:00 ص  

انت تتكلم عن من فعل كل ما امر به الدين من صلاة و ذكاة الخ نموذج طيب من الناس و ينقصهم روح العبادة و مغذاها
و هناك الكثير من من غفل عن الدين كلية و تعاظمت ذنوبه و يظن ان قلبه سليم

صدقت يا اخي من عظمت ذنوبه تحجر قلبه و من تخاذل عن الحق مرض و تهاونت مرؤته

للاسف هذهحقيقة حالنا فماذا نحن فاعلون؟؟

تحياتي

الأربعاء, ديسمبر 31, 2008 9:20:00 ص  

صحيح لايغير الله قوما حتى يغيروا ما بانفسهم
معاك حق ان احنا لسه بدرى علينا اولى فى كتير حاجات عايزة تتظبط فى حياتنا
يبقى صحصحي المفروض مش نستغرب على اى حاجة تحصلنا
جزاك الله خيرا

الأربعاء, ديسمبر 31, 2008 4:00:00 م  

انا جيييت

طبعا عندك حق جدا
كل انسان بيري الدين من منظوره الشخصي
واصبحنا نتفرغ للأمور الصغيرة ونترك اسس تحتاج منا للعناية
فاصبحنا ظالمين لأنفسنا فكيف نطلب من الله ان ينصفنا
فلا يغير الله قوما حتي يغيروا ما بأنفسهم

كل عام وحضرتك بخير
كل عام وانت الي الله اقرب

الخميس, يناير 01, 2009 1:14:00 ص  

معاك حق

الخميس, يناير 01, 2009 7:24:00 م  

كيارا

أتمنى إن الجميع توصلهم وجهة النظر إننا لازم جميعا نبتدي بأنفسنا قبل أن نلوم الآخر

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 1:52:00 م  

أكون أو لا أكون

كلامك مظبوط إن الناس لو عرفت الحقيقة دي لن يكون هناك تفكك في الأمة

الأمة كلها جسد واحد إذا تداعى أوله اشتكى آخره

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 1:53:00 م  

نهار

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جنب تأييدك ده يا ريت كمان تنشري الفكرة إننا لازم نبتدي بنفسنا

مهم جدا إننا كلنا ننشر الموضوع ده في أكبر عدد من الناس عل الله أن يجعلنا سبب في الهداية

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 1:56:00 م  

روفي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مشكلة الإسلام الرئيسية في المسلمين إهتممنا بالمظهر دون الجوهر

كل واحد ضربله جلابية وعمامة وبطل يشتري أمواس حلاقة وقال أنا التزمت لكن المشكلة الاساسية في المعاملات والأخلاق يا تري هيه كمان اتغيرت

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 1:58:00 م  

أحوال الهوى

للاسف الشديد إننا أصبحنا نعلم ظاهرا من الحياة الدنيا ونحن عن الآخرة غافلون

اصبحنا نختار ما يعجبنا من الدين ونترك ما نراه صعبا وفيه مجاهدة وصدق الله "أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"

إحنا المشكلة وعندنا الحل فلماذا نلوم غيرنا؟

منورني يا دوك

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 2:02:00 م  

برينسيس

الموضوع لازم يجي مننا الأول ولما ربنا سبحانه وتعالى - وهو أعلم بنا - لما يشوف إننا بنتغير أكيد هينزل علينا نصرته

نبدأ بنفسنا ونمشي الخطوة الأولى في رضا ربنا وربنا هيعينا إننا نكمل

جزاكي الله خيرا

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 2:06:00 م  

زهرة الجنة

حمدا لله على السلامة

طولتي الغيبة .. يا ترى ناوية تفتحي المحل امتى؟

الدين مالوش غير هدف واحد هو صلاح الانسان ورضا ربنا

ومافيش مشكلة إننا نختلف في الفرع إذا اتفقنا على الأصل

كل واحد يشوف الدين بمنظوره بس في النهاية لازم يبقى هدفنا واحد وهو صلاح الامة ومس بهدف الاختلاف والفرقة

كل سنه وانتي طيبة وربنا يجمعنا دائما على طاعته وما فيه صلاح امتنا

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 2:09:00 م  

مهندس مصري

يعجبني أنا الكلام اللي فيه الخلاصة لاصة

ربنا يكرمك يا باشمهندس

تحياتي

السبت, يناير 03, 2009 2:10:00 م  

إرسال تعليق

<< Home