يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

السبت، مارس 29، 2008

الباسمهندش بلية

بعد كفاح مرير واستبسال الأبطال نجحت في إني انهي حياتي (لأ طبعا منتحرتش) أقصد حياتي الدراسية في كلية الهندسة تخصص قوي والات كهربية وطبعا واحد رزل هيسألني ويقولي ده معناه يا كابتن لطيف انك بقيت متخصص في تصليح الخلاطات والمكاوي والمكانس الكهربية؟ فهقوله لأ طبعا ده مجرد تشابه أسماء لكن انا بقى بقيت باشمهندس قد الدنيا يعني اصمم محطات كهربا اركب خطوط انتاج اصلح توربينات وحاجات تانية بسيطة زي كده.
المهم اني قبل ما يصيبني الدور واخش الجهادية علشان خدمة مصر واللي هيه اساسا كانت متمثلة في خدمة الشويش رجب (هنبقى نخصص له شابتر كامل في المذكرات لواحده لأنه فعلا يستاهل) قررت اني اشتغل في أحد المصانع في العاشر من رمضان واقتحم مجتمع السادسة صباحا وقلت اهي فرصة اطبق كل اللى اتعلمته في الكلية ومنها اخد الخبرة العملية اللي تساعدني اني اقدر اقف على أرض صلبه واستطيع اني اصارع أمواج الحياة وده طبعا كله قبل ما اصطدم بصخرة الواقع (يا ساتر ايه الكلام المجعلص ده) اللى حصل يا سادة اني ملقتش اي علاقة ما بين اللى طفحت الكوتة في دراسته في خلال ال ٨ سنين اللي شرفت فيهم في هندسة طره ومابين اللى شفته في الوظيفة لأني اللي شفته كان شئ فظيع فظيع مش ممكن اقدر اوصفهلكم (لأ.. بقولكم ايه مش عاوز حد يفهمني غلط .. كله الا كده.. هوه الباشمهندس مننا عنده ايه يخاف عليه غير سمعته) ..
اول ما رحت المصنع ودوني للاسطى ناجي الكهربائي واللى عرفت بعد كده من الضحايا امثالي انه كان باني المصنع مع الجماعة الالمان اللي جم ركبوا المصنع من عشريييييييييييين سنة وده طبعا يديله الحق انه يبقى الالفا بتاع الفصل يعني بلا مؤاخذة الفردة بتشاع المنتشقة (يعني بتاع المنطقة بالترجمة العربي) المهم دخلت على المعلم ناجي لقيته بص لي بنظرات مفادها مش طالباك انت كمان ع الصبح وعينه بتطق شرار وبقه ومصارينه اتقلبت من القرف اللي شايفه قدامه وراح زاعق فيه وقالي" خُر يآه مين اللي بعتك هنا .. هه؟"
قمت انا رديت عليه وانا بترعش وقلتله " المُه مُه .. المُه مُه .. وا وا .. وا وا .. المهندس وجيه" راح شاخط فيّه وقالي" انت بتقول مين يآه؟"
قلت له " المهندس وجيه يا معلم" ..
قالي "آآآآآآآآه الباسمهندش وجيه ..حلو الكلام .. وقالك ايه بقى سي الباسمهندش وجيه؟"
"قاللي أجيلك وا وا وحضرتك يعني ولو مافيهاش إساءة أدب بس يعني لو تديني تديني" ..
"أديلك ايه يآه .. انطق" ..
" تديني فكرة" ..
"هاأو فكرة .. فكرة ايه يآآه؟"
" فكرة عن المصنع وخطوط الانتاج"..
"وانت بقى بلا مؤاخذة خريج ايه يا فندي؟"
"انا خريج كلية الهندسة يا معلم" ..
"هندشة هاأوأو يا هندشة قسم ايه بقى بلا أفيه" ..
" كهربا يا معلم" ..
"كهربا .. يعني تعرف تمسك مفك وظردية وتحل الموتور المحروق ده وتلف له الكوين بتشاعه" (قصده الكويل بتاعه يعني الملف)
" الحقيقة يا معلم أصلي أصلي كنت غايب يوم ما خدوها" (كدبة بيضة لاننا بندرس الكلام ده نظري بس) ..
"يبقى بلا مؤاخذة بقى تروح للباسمهندش وجيه وتقله انك سقطت في كشف الهيئة وتخليه يشوفلك أي شغلانة عنده في المكتب أهو تفردلك شوية ورق قدامك وتنعكش شعرك وتعمل فيها بتاع تصاميم .. مفهوم الكلام يا هندشة ولا تحب أترجمهولك؟"
"مفهوم .. مفهوم يا معلم"
وخرجت من عنده وانا بجري وبتكعبل في العدد اللى مرمية في كل حتة وسامعه وهوه بيقول لشوية الفنيين اللى كانوا قاعدين معاه "أنا عارف بيجبولنا الاشكال دي منين .. هيه المشرحة ناقصة قُتله" أنا سمعت كلمة مشرحة دي من هنا وحلفت ميت يمين ما أنا رايح الشغلانة دي تاني .. هو ايه العمر بعزقه .. وبعدين الله يسامحهم بقى الدكاترة في كلية الهندشة اللى ماعلموناش غير النظريات والكلام الفارغ ونسيوا خالص يدرسولنا علم التشريح !!
ياللا خيرها في غيرها ونتقابل في يوم جديد بإذن الله..

التسميات:

posted by ولد مصري at 10:34 8 comments

الجمعة، مارس 28، 2008

كرباج ورا يا اسطى

في امريكا حطين نظام زي الفل بالنسبة للركوب والنزول من الأتوبيسات, فالسادة الركاب لما بيوصل الأتوبيس بيقفوا صف واحد وبيركبوا من الباب الأمامي للأتوبيس علشان يشتروا التذاكر من السواق اللى هوه في نفس الوقت بيلعب دور الكمسري لما الأتوبيس بيقف على المحطة طبعا لأنه مابيسوقش والأتوبيس واقف (غريبة مش كده) وكل الموجودين في الأتوبيس لما بيجوا ينزلوا بيروحوا للخلف علشان جميع عمليات الهبوط بتكون من ورا.
في اليوم ده كان الناس اللى واقفين على المحطة عددهم كبير وكنت واقف أنا كمان مستني الأتوبيس اللى هيوصلني الشغل وفعلا وصل الأتوبيس في ميعاده اللى مكتوب في الجدول كالعادة ووقف في مكانه المعتاد على المحطة جنب الرصيف (طبعا ده مش لت ولا عجن بس علشان نعرف الفرق) وبدأت الناس تحازي وتقف صف واحد علشان تركب..ولما شاف السواق ان العدد كبير ونظرا لأن الأتوبيس مبيقدرش يقف في المحطة الا فترة محددة لقيت السواق فتح الأبواب الخلفية للأتوبيس علشان الناس تركب منه والغريب في الموضوع انه خد القرار الجرئ ده من غير ما يطلب إذن من الهيئة أو يقدم طلب على عرضحال دمغة ويشهد معاه اتنين زمايله مايقلش مرتبهم عن أربعين دولار ان الدنيا كانت زحمة وانه كان لازم يعمل كده.
المهم علشان ماطولش عليكم انا كنت من الناس اللى ركبوا من ورا ونتيجة للزحام الشديد فمأمكنش إني أروح للسواق وأدفع له تمن التذكرة إلا بعد فترة مش قصيرة لما الدنيا هديت والأتوبيس ابتدى يفضى.. رحت بكل شجاعة أدبية واشتريت التذكرة لأن أبويا كان معلمني أن ديه حقوق عباد ولازم هتندفع إذا ماكنش في الدنيا يبقى هيمسكوا في زمارة رقبتي في الآخرة وأنا بصراحة زمارتي مش ناقصة خانقة.. المهم إني بعد كده رجعت ووقفت في مكاني.
في هذه الأثناء حسيت إحساس غريب (لأ ..غير اني عاوز أطرش يا ظريف) لاحظت أن فيه عين غريبة بتابعني ومش عايزة تنزل من عليا، بصيت من تحت لتحت وعينك يا محترم ما تشوف إلا النور, لقيت ملاك قاعد معانا في الأتوبيس شعرة أصفر لون سنابل القمح في عيد الحصاد (ده طبعا قبل ما يبطلوا زراعته ويحولوه لموالح) وعينه زرق لون السما الصافيه عمال بيبحلق في أخوكم ومش عايز يشيل عينه من عليه. طبعا انا ريقي جري وقلت بس فردة الملاك دي وقعت في دباديب العبد لله والحب من أول نظرة اشتغل، وبيني وبينكم هيه برضه معذورة لأنها لما تلاقي قدامها شاب مصري حليوة شعرة أسود زي الليل وعينه متتخيرش عن الكلاماتا (ده نوع زتون علشان اللى ميعرفش مايفتيش ويقول عدس) يبقى كان لازم تعمل أكتر من كده.
المهم بصيت لها بنظرات جريئة شبيهة بنظرات عمر الشريف .. لقيتها بتبتسم .. قلت بس حلاوتك يا معلم الصنارة غمزت والبنت أتكفت على قفاها وعايزة عشرة يشيلوها. قمت انا كمان دايريكتيللي (يعني مباشرة) ماكدبتش خبر ورحت فاشخ ضبي بإبتسامة بدون عنوان ردا للتحية. الموضوع تطور بسرعة البرق ولقيت الزبونة بتقولي بصوت ناعم رقيق "هآي" أنا سمعت الهآي ديه من هنا وقلبي لاقيته بقى عند صباع رجلي الصغير وقلت يبقى فعلا دي مش تهيآت ولا تخاريف البنت فعلا وقعت في دباديبي وبتجر معايا ناعم علشان عايزاني في مصلحة.
بعد ما استجمعت قوايا العقلية والجسدية رديت عليها وفشخة الضب لسه لازقة في سحنتي "هآي.. هاو آر يو" (يعني بلا قافية كيف حالك) قالت لي "كويسة شكرا" (لأ..طبعا بالإنجليشي يا نطع) وبعد كده فتحت معاها الموضوع اللى دايما بيتفتح في المواقف اللى زي دية وهوه موضوع الويزر يعني الطقس (أي خدمة) وعملت نفسي إن أنا مش فارق معايا أي حاجة وإني بس بدردش مع أي بني آدم لحد ما تيجي محطتي .. اللى هيه أصلا فاتت ييجي من نص ساعة. المهم لقيتها بتقولي "ممكن أقولك حاجة" .. هباه وسع يا جدع لعربية الإسعاف .. ألحقوني يا خلق .. طبعا ومن غير تفكير قلت خلاص البنت قررت تعترف وتقر بكل اللى هيه حساه. قمت أنا بقى عملت فيها زكي رستم في فيلم سيدة القصر وقلتلها "إتفضلي يا هانم انا كلي آذان صاغية".
بصت في عيني ووجهها الأبيض يميل إلى الحمرة من آثار الخجل وقالت لي "أنا معجبة جدا" طم طم طم طآآآآآآآه "بالحركة اللى انت عملتها إنك دفعت تمن التذكرة مع إنك ركبت من ورا" وقعدت تديني محاضرات في الأخلاق والقيم اللى إختفوا اليومين دول وأنا مستني أنها تقول كلمة عن الحب والغرام إلا أبدا ولا حرف واحد وبعد شوية سكتت وقالت لي "لازم اذهب دلوقتي محطتي جت" وسابتني كأني كيس يوستفندي مرمي على الطرابيزة واتدألجت وراحت آخر الأتوبيس علشان تستعد للنزول, وأتاري الموضوع كله كان إعجاب بإني دفعت تمن التذكرة لما ركبت من ورا ولا كان فيه حب ولا يحزنون.
ياللا على العموم خيرها في غيرها ونكمل الحديث في يوم تاني بإذن الله.

التسميات:

posted by ولد مصري at 21:43 3 comments