يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

الاثنين، أغسطس 18، 2008

أحلام العصافير

في أحد أمسيات الشتاء الباردة وقبل أن تذهب إلى فراشها وتحتضن دميتها لتنام فاجأت الابنة الصغيرة ذات العشرة أعوام أبيها ببعض الأبيات الشعرية التي قد كتبتها لتهديها إلى مدرسة الفصل بمناسبة أن الأخيرة قد وضعت طفلها الأول منذ أيام قليلة ، أنشدت تقول:

في الصيف تبدين مثل شروق الشمس
وفي الخريف تبدين مثل أميرة
يتساقط عليها أوراق الشجر
باللون الأصفر والبرتقالي
وفي الشتاء تبدين مثل جوهرة ثمينة
تلمع وتبرق
وفي الربيع تبدين مثل وردة بين الورود
وبجواري تبدين مثل أمي

ما اجمل أن يرى الإنسان نبتته الصغيرة وهي تنمو أمامه ويشعر أن ما غرسه في الأيام الخوالي بدأ يؤتي ثماره بإذن ربه. إنها حقا لحظة رائعة فوسط تلك الدهشة وذهول ما يسمع الأب، يرى هذه المخلوقة التي كانت وربما لازالت تتلعثم في بعض الكلمات تنثر تلك البيوت البسيطة والتي تعبر فيها عن أحاسيس صادقة بدون أي تكليف أو تجميل.

فالأطفال يا سادة لا يعرفون النفاق وقلوبهم معلقة بالخالق سبحانه وتعالى بالفطرة, فهم لا يعرفون تلك الحسابات المعقدة للميزانيات ولا يعرفون المجاملات الزائفة لحصول المصالح وإنما يتحركون ويتكلمون بفطرتهم البريئة التي تقودهم حتما إلى حب الجميع.

كلنا يحب الأطفال ويحب أن ينظر إليهم ويتابع حركاتهم البدائية أثناء الأكل واللعب وربما النوم وكم تمنينا في تلك اللحظات أن نكون مثلهم أو أن نرجع لتلك الفترة الجميلة - فترة الطفولة - ولكن .. هيهات هيهات فقد توارت إلى الأبد.

نعم ربما اختلف معي البعض فيما أزعم وخصوصا هؤلاء المختصين في علم التعامل مع الأطفال .. ولكنها أبدا الحقيقة أننا – نحن الكبار - المسؤلون عن تشكيل تلكم العجينة الملساء التي بها ندفع هؤلاء الأطفال إلى أن يكونوا صالحين في المستقبل أو أن يصبحوا أشلاءا بأفكار غربية تتلقاهم شياطين الإنس أينما ذهبوا يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.

فلنتق الله في أولادنا وبناتنا ولنعلم أننا عنهم محاسبون وأننا واقفون بين يدي إله عادل إتصف بصفات الرحمة والمغفرة مع من سمع وأطاع وتوعد شدة العقاب والانتقام ممن سمع وعصى.

التسميات:

posted by ولد مصري at 09:39

19 Comments:

أول تعليق هيييييييييييييييييييييييييييه

أولا احييك على اختيارك على الموضوع لأنه فعلا الموضوع كان شاغل بالي بقاله فترة، الاسبوع اللي فات قضيته مع طفلين وبجد الكلام اللي انت بتقوله مضبوط فالاطفال معندهومش حسابات ولا ميزانيات يعني هما بالضبط زي الصفحة البيضة وعشان كده كنت بخلي بالي من تصرفاتي معاهم وقدامهم علشان كنت بخاف انهم يتعلموا مني حاجة مش صح وتفضل معاهم طول عمرهم. وزي ما انت بتقول كنت براقب كل حركاتهم واتمنيت اني ارجع زيهم ، شايفه كل حاجة بيضا من غير النقط السودا الكتيرة اللي انا شايفها. نفسي فعلا ان الناس تفهم ازاي تتعامل مع الأطفال. معلش طولت عليك بس الموضوع فعلا في الجون....وجالي في وقته

تحياتي

الاثنين, أغسطس 18, 2008 10:21:00 ص  

بيربل ويفز

يا بنت الايه يا صاروخ

انا متهيألي إنك علقتي قبل ما أنشر البوست لان يدوب أنا نشرته من هنا لقيت التعليق في وشي .. كلام في سرك اتخضيت

اولا طبعا ماطولتيش ولا حاجة بالعكس تماما انتي شرحتي كلامي عملي وانا بشكرك

كويس ان الموضوع جه في الجون لحسن انا حاسس اني بقيت زي عماد متعب مش عارف اجيب اجوان خالص :) على فكرة انا زملكاوي قديم .. للأسف

ربنا يكرمك وترفعي معنوياتي كمان وكمان

تحياتي

الاثنين, أغسطس 18, 2008 11:05:00 ص  

باشمهندس
الحمد لله خرجنا من الكآبة
طبعا من شابه أباه فما ظلم
كلماتها رائعة والأروع انها صادرة عن نفس محبة
الطفل ابدا لا يتصنع الحب ولا يعطيه الا لمن يستحقه

اضافاتك للبوست أعطته مضمونا جميلا فانا مازلت اذكره من ايام المدونة الراحلة

أيام الأجازة بتمر بسرعة
بس الحمد لله
متنساش لينا عندك بوست من سيريلانكا
بالشطة والكارى
تحياتى

الاثنين, أغسطس 18, 2008 12:13:00 م  

دكتورة جنة

كلامك مضبوط فعلا الأطفل مابيعرفوش يتصنعوا الحب وعندهم الحاسة السادسة عاليه قوي بيعرفوا مين اللي بيحبهم ومين اللي مش طايقهم

كويس ان الاضافات عجبتك ومخبيش عليكي كنت متأثر بالبوست بتاعك بتاع عباد الرحمن

اجازتك شكلها قربت تخلص ما دام بتقولي الاجازة بتعدي بسرعة :) مش عاوز اسأل هترجعي إمتى لحسن تحسي إن الأجازة خلاص خلصت

ان شاء الله فيه بوست فعلا هكتبه بس عن اللي حصل في مصر لانه يضحك اكتر بكتير من اللي حصل في سيريلانكا بس لسه في الفرن

تحياتي

الاثنين, أغسطس 18, 2008 12:42:00 م  

والله كلام معقول قوي كلامك دة وانا متفق معاك فيه
تحياتي لك

الثلاثاء, أغسطس 19, 2008 2:12:00 م  

اتفق معك فى كلامك طبعا بس انا ليا تعقيب صغير فى موضوع العفويه اى نعم الاطفال كدا لكن برضه هما اذكى من الكبير اعتقد انى شفت معلومه بتقول ان الطفل لحد 6 سنيين بيبقى ذكى جدااا يعنى بيبقى واعى ممكن يكون مش قوى لكن عنده درجه وعى كبيرة

مش عارفه المعلومه صح ولا لأ

بس بالفعل انا اوقات بالاقى اطفال لما تتكلم معهم تحس انهم حد كبير بيكلمك

وفى الاخر ربنا يحفظ اطفالنا و اطفال المسلميين

كل عام وانت بخير

تحياتى (:

الثلاثاء, أغسطس 19, 2008 2:33:00 م  

السلام عليكم ورحمة الله
رقيقة للغاية الكلمات التي كتبتها
الفتاة لمدرستها ولابد أنها لم تأت من
فراغ وأن معلمتها تستحقها فنحن نغرس
من أطفالنا ما كنا قد زرعناه فيهم
ان زرعنا الحب حصدنا وان زرعنا غير ذلك وجدناه .. تدوينة جميلة للغاية
جزاك الله خيرا
تحياتي وتقديري

الثلاثاء, أغسطس 19, 2008 3:25:00 م  

جيت على الجرح يا مصرى و اللهى
و فعلا عندك حق فى كل اللى قلته
و بم انى وصلت لدرجه انى بشوف اشباح العيال اللى عندى فى الشغل فى كل حته
اصل الطفل بيتولد ابيض
عندوه بس شويه حاجات واخدها بالوراثه
و اللى بينشط الحاجات دى
تفاعل الطفل مع الاسرة اللى حواليه
ابسط مثال
لو طفل امريكى من دم امريكى
اتولد و عاش فى اسره عربيه
حيطلع تصرفاته زى تصرفات العرب
اصل دة اسمه سلوك
يعنى الحاجات اللى بياخدها بالوراثه بتترجم بتقليد سلوك اللى حواليه
يعنى إذا اتفق السلوك مع مل يملكه الطفل حيمشى عليه

انما هو ممكن يكون جواه ابيض كدة و حاجات بسيطه بالوراثه
و يطلع استغفر الله العظيم
يا بنى مفيش اكتر منى عايشه فى الموضوع دة
لدرجه ان الاطفال اللى فى الفصل قربوا يبقوا شبهى
لما بسيبهم لوحدهم و بكون موصياهم يعدوا كويسين و مؤدبين لحد ما اجى
الاقى بعد ما ارجعمثلا واحد منهم عمال يزعق فيهم و بيقولهم واحد اتنين
و الاسلوب دة ان بتبعه لما اكون عايزة اقعدهم لان لو وصلت ل رقم تلاته و فى حد لسه واقف بعملوه عقاب
و مفيش نقاش طبعا

العمليه كلها سلوك

لو احنا غيرنا من سلوكنا

اكيد اطفالنا سلوكها حيتغير
بس فى حاجه اسمها الوقايه خير من العلاج
يعنى نبقى من البدايه احنا ماشيين زى ما الكتاب بيقول
و نراعى ربنا فى اولادنا

رغيت كتير على قلبك
بس انت اللى فتحت الموضوع
استحمل بقه

و على فكرة انا عملت كومنت على البوست اللى فات بس مظهرش معرفش ليه

و مش عارفه الكومنت دة حيوصلك ولا لا

ربنا يستر


و دمتـــــــــــــــــــــــــــم

الثلاثاء, أغسطس 19, 2008 10:37:00 م  

السلام عليكم

ما شاء الله موضوع ممتاز ..
فعلا في فترة الطفولة تتشكل الشخصية وتصبغ النفس أما خيرا أو شرا ..

وان تمنينا ان نكون مثلهم وهذا لا يتحقق فلنحاول أن نراها في ابنائنا ونعيشها معهم ولو للحظات ..

حاول وستون اكثر سعادة منهم

شكرا

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 4:11:00 ص  

السلام عليكم...
الموضوع جدا راقي...
صحيح الاطفال بفرحوا القلب... ومرات الواحد يكون زعلان...ولما يشوف طفل بحركاته الحلوه... بروح ضاحك... ويلاقي حاله نسي الزعل

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 6:26:00 ص  

مصطفى باشا ريان

أهلا بيك

كلامك فكرني بالست ليلى مراد مش عارف ليه

على العموم شكرا على زيارتك والتعليق يا ريس

تحياتي

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 9:38:00 ص  

الكلمات جميل رغم انها بسيطة
بس الاى عجبنى اكتر فكرة التربية و اننا الاى بنزرعة لازم نحصدة لان الاطفال عاملين زاى الصفحة البيضاء و احنا الاى بنخط فيها اول كلمة و اول خط و احنا اول ناس بنقراء الاى كتابنها بايدينا بتصرفات ابنائنا و اسلوبهم فى الحياة
يا رايت كلنا نتعلم التربية الصح
و ربنا يرزقك الذرية الصالحة

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 10:22:00 ص  

شيماء

بالنسبة لكلامك

"اى نعم الاطفال كدا لكن برضه هما اذكى من الكبير"

ليه بس الغلط ده
هخخخخخخخ

بالنسبة للمعلومة اللي قلتيها فدي كانت دراسة عن الطفل المصري إنه لحد سن 6 أو 7 سنين بيكون من أذكى أطفال العالم لكن بعد كده (طبعا بعد ما بيدخل المدرسة) بيكون ما يعلم بيه الا ربنا نسبة الذكاء بتقل لحد ما بتنعدم بعد التخرج من الجامعة (الجملة دي من عندي مش تبع الدراسة)

سعيد بمرورك وأتمنى دوام التواصل

تحياتي

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 10:55:00 ص  

باشمهندسة أمل

فعلا ما نزرعه هو ما نحصده

والكلام ده بينطبق بصورة أكبر على العلاقة داخل محيط الأسرة

أشكرك على كلماتك الرقيقة ودمتي دائما بخير

تحياتي

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 11:07:00 ص  

أبلة ساموراي

طبعا لا يُفتى ومالك في المدينة

كلامك طبعا مظبوط جدا ولو إن المثال اللي قولتيه بتاع الطفل الأمريكي ده خلاه يصعب عليا قوي هخخخخخخ

طيب قولي الأطفال أهو ممكن نلحقهم ونعلمهم لكن المشكلة دلوقتي في الشحوطة الكبار هنعمل فيهم ايه

الأطفال دول امانة كبيرة في رقبة كل إنسان بيتعامل معاهم وربنا سبحانه وتعالى هيحاسبنا عليهم فربنا يعينك ويعينا على المسئولية دي

طبعا كلامك مافهوش رغي ولا حاجة بالعكس اعتقد الكل هيستفيد منه

شكرا على الزيارة والتعليق

تحياتي

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 11:19:00 ص  

جني

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فعلا نصيحة جميلة إننا نعيش لحظات الطفولة مع أطفالنا

وأكيد هتكون السعادة بتكون لا توصف

دمت بخير وسعادة

تحياتي

الأربعاء, أغسطس 20, 2008 11:22:00 ص  

أكون أو لا أكون

فعلا مجرد النظر للأطفال سبحان الله الواحد بينسى همومه كلها معاهم

بس أهم حاجة ميكونوش بيزنوا لان ساعتها الواحد هموم الدنيا كلها بيشوفها قدامه مع زنهم

شكرا على الزيارة والتعليق

تحياتي

السبت, أغسطس 23, 2008 2:52:00 م  

نونا

ايه الفلسفة الجامدة دي

طبعا كلامك كله مظبوط ومتفق معاه مليون في الميه


وربنا يسمع منك ويتقبل دعائك ويرزقك بالمثل

تحياتي

السبت, أغسطس 23, 2008 2:55:00 م  

متفقة معاك جدا رغم انى من ضمن الناس المتخصصين فى كيفية التعامل مع الاطفال

الأحد, أغسطس 24, 2008 6:27:00 ص  

إرسال تعليق

<< Home