يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

الأحد، مارس 21، 2010

فسحة من الوقت للكتابة - 1

الآن فقط عادت تلك الرغبة الملحة وعاد معها ذلك الصوت الذي يأبى أن يدعها وحيدة مصمته تعيش تلك الحياة التي كتبها الله عليها... هكذا أحست شروق التي تمت الخامسة والثلاثين من عمرها بحسب شهادة الميلاد بينما من يراها في الحقيقة يظن أنها في العشرين أو تعدت.

كانت شروق كوردة في بستان الأمل تشع حياة وبهجة ، إذا أشرقت ملأت أرجاء المكان بالدفء والحب ، تحتضن عيونها كل ما تصل إليه وتداعب ضحكاتها أسارير النفوس.

جلست إلى مكتبها، أضاءت مصباح الطاولة الذي أطلق شعاع خافت إصطدم بورقة بيضاء كانت أعدتها شروق لكتابة تلك الخاطرة التي تلح عليها منذ أيام بينما هي قد استطاعت أن تحبسها حتى قررت في لحظة صادقة ان تطلق سراحها الغير مشروط وتدعها تسقط على ورقة الكتابة.

أمسكت بقلمها الرصاص ، إحتضنت ورقتها ، أسدلت عليها شعرها الأسود ، وبدأت في السرد...

بعد أن إستعاذة بربها من الشيطان الرجيم ، كتبت " فَأَصْبَحَ فٌؤَادُ أُمِ مُوسَى خَاوِيَّا "
هكذا بدأت شروق كتابة قصتها الواقعية ، التي عاشتها من البداية إلى اللحظة التي قررت فيها أن تمسك بالقلم لتروي تفاصيلها ، هي أبدا لم تكن تعلم أنها ستخوض تلك التجربة التي تدمي القلب وتعتصره عند فقدان أعز ما يملك الإنسان ويبذل من أجله الغالي والنفيس ، عند فقدان تلك الزينة التي يقدرها الإله لكثير من خلقه ويمنعها بقدر عن البعض ، فقدان تلك الفتنة التي يهبها الخالق لمن يشاء من الناس ، فقدان فلذة الكبد.. فقدان الإبن ...

(يتبع إن شاء الله)

التسميات:

posted by ولد مصري at 18:17 21 comments