يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

السبت، أبريل 05، 2008

عصام والبطيخة

طول عمري ما بحبش اروح الملاهي وكنت دايما بشوف ان الملاهي وسيلة غبية لتضيع المال والصحة وعمري ما فهمت السبب اللي يخلي رجالة بشنبات يروحوا يطيروا فلوسهم في الهوا غير انهم بيعملوا زي اللي بيشرب خمرة بيضيع فلوسه على شرب سم هاري طعمه يقرف علشان يتوه عن دنيته وبعدين لما يفوق منه يحس بصداع هيفرتك دماغه طب ده اسمه كلام!!

المهم إن في اليوم ده اقترح واحد صاحبنا سئيل اننا نروح الملاهي وطبعا أنا اعترضت على الفكرة ورفضتها من أساسها بزريعة ملاهي ايه في الحر ده، مراجيح ايه يا سي زفت انت وهوه اللي عاوزين تركبوها، طب دي قاعدة القهوة مافيش أحسن منها .. وهكذا من الشعارات المحبطة والإعلام المضاد حتى يتم عمل رأي عام يناهض الفكرة المطروحة وأتمكن من الوصول لهدفي المنشود وهوه عدم مرواح الملاهي .. ولكن للاسف الشديد وبنفس طريقة مجلس الشعب، القرار كان للأغلبية حتى وإن كان هذا القرار ليس في مصلحة أي مخلوق وكان على حساب الغلابة من أمثالي وطبعا اضطريت اني اوافق على مضض وأكتم بركان الشتيمة اللي اتحشر جوه حلقي علشان خاطر أم الديمقراطية اللي فرضت نفسها على كل شئ في حياتنا.

وبعد التمثلية الهزلية اللي حصلت بدأنا الترتيب للخروجة .. اقترح البعض أننا نتقابل عند صاحبنا عصام نظرا لأن أبوه وأمه سابوله البيت وطفشه من الحر وطاروا على اسكندرية والحقيقة أن ديه كانت فرصة طيبة أننا نشرب كوبايتن شاي قبل ما نروح الملاهي ولاسيما أن الميعاد كان بعد العصر مع تأكيدات الريس عصام لينا أن كل واحد يطفح في بيتهم قبل ما يجي لأن البيت منفض من أي نوع من أنواع الأكل ومافيش غير الشاي اللي هيتشرب علشان واجب الضيافة.

في الميعاد المتفق عليه أبتدينا نهل واحد ورا التاني وفعلا عم عصام دخل علينا بصينية عليها كام كوب من الشاي وبراد كبير وبرطمان فيه شوية سكر وطبعا الأمر ماخلاش من بعض التعليقات السخيفة من اصحابنا أمثال "صبحية مباركة يا عروسة" "ماكنش فيه داعي للمصاريف دي" وطبعا أبو عصام لم يلقى بالا لهذه التعليقات ومشى بخطوات ثابتة بطيئة مع رسم ابتسامة بلهاء على الشفة وتجميد الوجه في وضع أسمنتي غريب إعرابا عن استياؤه من هذه التعليقات الى أن وصل الى طرابيزة عتيقة في منتصف الغرفة ووضع عليها الصينية وبدأ في صب الشاي.

بعد الانتهاء من قصة الشاي وقبل أن نستعد للرحيل فاجأنا عصام بجملة غريبة لا محل لها من الاعراب وهي "على فكرة يا جماعة أنتوا ملكمش في الطيب نصيب، لأن أبويا كان سايب بطختين في التلاجة والحقيقة أنا كنت عامل حسابي أني آكل واحدة واسيب لكم التانية بس الله يسمحوا بقى عمرو أخويا قام بالواجب بالنيابة عنكم" طبعا كان واضح جدا إن ده كان نوع من أنواع الانتقام اللي صاحبنا عصام قرر أنه يرد بيه على التعليقات الظريفة اللي اتقالت له عند دخوله بصينية الشاي والحقيقة أنه نجح الى حد بعيد أنه يخلي معناويات الشباب تنزل في الأرض وطبعا لم تفلح جميع محاولات الاعتذار التي قام بها كل الموجودين واللي كان ممكن لو نجحت تدخلنا منعطف خطير من لهط بطيخة تِطَري على قلوبنا في نار جهنم اللي احنا فيها دي لكن للأسف باءت كل المحاولات بالفشل مع حلفان عصام بجميع أيمانات المسلمين أن البطيختين اتنسفوا على ايده هوه والباشا أخوه من نص ساعة بس.

خرجنا من عنده بزفة شتيمة وقباحة وتأسف على اليوم الأسود اللي اتعرفنا فيه على شخصيتة الزبالة وكالعادة أبو عصام لم يرد على أيا من منتقديه واتبع سياسة ضبط النفس ومشى بخطواته الثابتة البطيئة.

وصلنا أخيرا مدينة الملاهي وكالعادة كانت زحمة بغباوة ومليانه بشر ماشيين وكل واحد منهم مش عارف هوه بيعمل ايه هنا وافتكرت أغنية محمد عبد الوهاب وهوه بيقول "جايين الدنيا ما نعرف ليه .. ولا رايحيين فين" المهم اني اقترحت أن كل واحد يروح يركب اللي هوه عاوزه ونتقابل بعد نص ساعة وطبعا دي كانت حيلة مني علشان اختفي منهم علشان ماركبش حاجة وفعلا نجحت الفكرة وقررنا نقسم نفسنا بحسب نوع اللعبة اللى هنركبها وطبعا انا قلتلهم اني مضطر أروح بيت الراحة واني ححصلهم بعد كده.

أبو عصام قرر أنه يركب اللعبة الغبية اللي اسمها البالارينا أو العروسة الراقصة واللعبة دي فكرتها بمنتهى البساطة أنها تعتمد على قوة الطرد المركزي والتي تجعلك تكون كقطعة الغسيل المجففة التي تخرج من الغسالات الأوتوماتيكية بعد انتها دورة العصر والتنشيف. وبالفعل ذهب عصام ليركب العروسة وذهبت أنا لأجلس في احدى الأركان بحثا عن هدوء مفقود في مدينة امتلأت بأجواء الصخب والموسيقى.

وبعد لحظات من الهدوء والتي لم تدم طويلا لقيت ناس كتير طالعين يجروا على لعبة العروسة اللي صاحبنا عصام المفروض انه راكبها وبيصرخوا بطريقة عشوائية صريخ مقلق ينم عن حدوث مصيبة ولم أشعر بنفسي الا وأنا بجري أنا كمان في اتجاه الصويت وقدرت أفهم من الصريخ أن فيه واحد إتعور في لعبة العروسة وإنه اتخبط في رأسه خبطة جامدة جدا اتفتحت راسه بسببها وعمالة تجيب في دم زي النافورة ومش بس كده ده كمان الدم من سرعة اللعبة غرّق كل اللى كانوا واقفين بيتفرجوا على اللعبة وأنهم بيحولوا يوقفوا اللعبة بسرعة علشان ينقذوا الشخص ده !!

طبعا أنا قلبي وقع في رجليه وابتدى شريط كامل من الذكريات يعدي قدامي وافتكرت عصام صديق العمر وصينية الشاي والتريقة بتاعتنا عليه ووشه الأسمنت وسياسة ضبط النفس وخطواته الثابتة وكل ده في الكام دقيقة اللى عدت لحد ما اللعبة وقفت.

بدأ الناس في النزول وبدأت أنا أدور على عصام زي المجنون وألف وأدور في المكان بدون أي فايدة أبتديت أرفع صوتي وأنادي عليه "عصام .. يا عصام" لكن للأسف بدون أي مجيب !!

قابلت أصدقائنا اللي اتجمعوا هما كمان في المكان وقاعدنا كلنا ندور على عصام بدون أي نتيجة، قلت طيب خلينا نشوف الشخص اللي اتعور يمكن يكون هوه، وفعلا ابتدينا البحث عن الشخص المصاب وكان الشئ العجيب أننا لم نجد أي شخص مصاب !!

بعد فترة من الدهشة وتَأكُدْنا أن مافيش حد مصاب ولا يحزنون فوجئنا بصديقنا عصام يمشي بخطواته الثابتة البطيئة برضه ويتجه ناحيتنا بهدوءه المعتاد .. "ايه يا بني كنت فين قلقنا عليك"
"معلش كنت في الحمام"
"في الحمام؟ هوه انت ماركبتش العروسة؟"
"لأ ركبتها"
"طب وبعدين شفت الشخص اللى اتعور"
"مافيش حد اتعور"
"تقصد ايه؟"
"الموضوع وما فيه اني .. اني طرشت البطيخة اللي كلتها والناس اللي كانوا واقفين تحت لما جه عليهم الطرش افتكروه دم وقعدوا يزعقوا ويقولوا فيه واحد اتعور ووقفوا اللعبة وطبعا أنا نزلت أجري على الحمام علشان أكمل طرش براحتي"

قعدنا نضحك وفطسنا على روحنا من الضحك على عصام والبطيخة اللي واضح أنها كانت حمرا زي الدم وخرجنا من الملاهي واحنا بنضحك ومشينا ومشي عصام وسطينا بخطواته الثابتة البطيئة..

يلا خيرها في غيرها ونتقابل في يوم جديد بإذن الله.

التسميات:

posted by ولد مصري at 14:10

14 Comments:

ههههههههههه

بصراحه موقف يخض و يضحك لما تعرف الحقيقة بجد

هههههههه , بطيخه يا راجل

في انتظار جديدك يا مان

السبت, أبريل 05, 2008 9:07:00 م  

حقيقى دمك خفيف جدا وانا باكتب التعليق وانا لسه باضحك
جميل ان لسه فيه حاجه بتضحكنا وعلى فكره ابن البلد قصدت بيها انتمائك اللى مش موجود مع الاسف فى ناس عايشين فى البلد ..

على كل اسعدنى جدا البوست وسعدت
بمرورى لمدونتك كالعاده

rovy

السبت, أبريل 05, 2008 10:42:00 م  

Domalays

شكرا على زيارتك والتعليق وأتمنى أشوفك هنا وفي همسات مصرية كتير


rovy

أشكرك على تعليقك اللى كله ذوق والحقيقة أن غرض المدونة دي أننا نرسم البسمة على وشوش كل الناس اللى بيشرفونا فالحمد لله إن ده بيحصل .. وأما بقى بنعوز نفضفض بكلام جد بنحول على همسات مصرية.

شكرا مرة تانية على زيارتك وكلامك الجميل.

الأحد, أبريل 06, 2008 12:00:00 ص  

This is a test comment

الاثنين, أبريل 07, 2008 8:23:00 ص  

البوست جميل جدا و مضحك جدا والله كنت محتاجة فعلا أضحك ...جزاك الله خيرا وأحلى ما فيه أننى حتى السطور الأخيرة لم أكن أدرى ماذا حدث. سيكون لهذه المدونة شأن كبير إن شاء الله.
رجاء لكل من يدخل المدونة ...إذا أعجبك البوست فادعوا أصدقائك إلى قرائته على البريد الإلكترونى أو أضف المدونة إلى قائمتك المفضلة فنحن نحتاج أن نضحك وأن نروح عن أنفسنا كفيانا هموم.
يا باشمهندس من فضلك... يا ريت تخلى للتعليقات صفحة زى ما هى عندنا فى همسات لان هذا الصندوق الطائر مش بيخلينا نشوف التعليقات و نكتب براحتنا

الاثنين, أبريل 07, 2008 10:15:00 م  

gannah

شكرا على تعليقك وعلى الكلام الجميل وأتمنى إن ربنا سبحانه وتعالى يفكرني بالمواقف الظريفة اللي يمكن كتابتها علشان نخلي الناس تضحك من قلبها.

وبالنسبة للتعليقات فبقت في صفحة لوحدها علشان تاخدوا راحتكم في الكتابة على الآخر ولو عايزين حد يعمل مساج كمان مافيش مشكلة نبعت نجيب ..إحنا بنحب نريح الزباين بتوعنا :)

الثلاثاء, أبريل 08, 2008 1:46:00 م  

هههههههههههههههههههه
بس كويس ان الناس فكرته دم احسن ما كانوا يعرفوا الحقيقة

الثلاثاء, أبريل 08, 2008 10:43:00 م  

موناليزا

أنا شخصيا كان نفسي الناس يعرفوا الحقيقة ويروقوه علشان يحرم بعد كده يبقى ياكل بطيخ لوحده تعملي ايه .. ندالة مشتركة.

شكرا على الزيارة والتعليق

الأربعاء, أبريل 09, 2008 12:58:00 ص  

هههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههه

الحمد لله ان هو الوحيد اللى اكل البطيخه

تخيل لو الكل اكل وكل واحد لعب لعبه تدوخ

كنتو سببتو بحاااااار من البطيخ

الأحد, أبريل 20, 2008 3:54:00 ص  

همس

تصدقي كلامك صح

الحمد لله ربنا سبحانه وتعالى قدر ولطف وقال احنا كنا زعلانين اننا مكلناش ولو اني أعتقد برضه إن الطفاسة عليها عامل كبير وإن كل اللي حصل ده كاب بسببها مش بسبب الملاهي

الأحد, أبريل 20, 2008 9:02:00 ص  

ههههههههه
بص لو ده صاحبك بجد نصيحة بطل تعرفو
او لو مصمم ماشى بردو اهو تبقى بتكفر عن ذنوبك
هههههههه
هو قريب الحضرى؟؟؟

الأربعاء, أبريل 30, 2008 11:19:00 م  

برينسيس

نصيحتك جت متأخر يجي عشر سنين مالقتيش غير أعز أصحابي عشان تقولي عليه كده

الله يسامحك بالنيابة عنه

بالنسبة لموضوع الحضري تشابه بطيخ

السبت, مايو 10, 2008 2:56:00 م  

هههههههههههههههههههههههههههه

بجد تحفففففففففففه

عصام ده دماااااااااااااااااااغ بجد

الجمعة, أكتوبر 03, 2008 3:09:00 ص  

كيارا

إنتي كمان بتدفعي عنه

دماغ "تيييييت" بعيد عنك

(تم حذف الكلام الخارج حفاظا على مشاعر السادة الزائرين)

تحياتي

الجمعة, أكتوبر 03, 2008 4:40:00 م  

إرسال تعليق

<< Home