يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

السبت، يناير 31، 2009

جعلوني مدونا - البداية


نظرا لأني بعد شهر من الآن سوف أتم سنة تدوينية كاملة بإذن الله فقد قررت أن أكتب عن بداياتي في عالم التدوين حيث أنه جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية وأزعم أنها تجربة حياة أرجو أن يستفيد منها كل من يقرأها.

أول مرة أدخل مدونة في حياتي كانت مدونة الحاجة جنة (بمناسبة إنها أدت فريضة الحج السنة دي – ربنا يتقبل) واللي كان اسمها همسات مصرية وللأسف وأنا داخل نسيت أدخل برجلي اليمين وكمان مدخلتش برجلي الشمال وطبعا فيه واحد رزل هيسألني أمال دخلت إزاي هقوله دوست على اللينك بتاع المدونة يا ظريف. المهم إني لما دخلت لقيت مواضيع قيمة جدا كانت دكتورة جنة كتباها وده اللي شدني في موضوع التدوين، ليه بقى .. لأني افتكرت إن كل اللي بيدخلوا علشان يدونوا لازم يكونوا بيعرفوا يقرؤا ويكتبوا (إيه الكلام الغريب ده) لكن للأسف إني اكتشفت بعد كده إن موضوع القراءة والكتابة ده مش شرط أساسي لترشيحك إنك تبقى مدون والغريب في الموضوع إن الواحد كمان ممكن يبقى مدون من غير لا واسطة ولا يحزنون وكل اللي عليه انه يعمله إنه يدخل على المعلم جوجل ويعرف نفسه ويضرب له اسم وكلمة سر وبعدين يدخل على البلوجات عدل وفي تلت خطوات تبقى عملت المدونة بتاعتك وعيش يا ريس واكتب كل اللي نفسك فيه أو شخبط فيها براحتك واطمن خالص لانك هتلاقي فيه ناس جانتيه بيدخلوا عندك ويقولوا لك ياي ايه الإسلوب الرائع في الكتابة ده .. بجد مش ممكن .. إنت فظيع .. إنت بتجيب الكلام السكر ده منين يا مضروب .. وطبعا هتلاقي الباشا من دول انشكح وصدق نفسه وافتكر نفسه الباشا إنه يوسف السباعي بتاع عصره وأوانه وراح فقعنا بوست أنأح من اللي قبله ويحكي فيه بقى إزاي إنه لما صحي من النوم إمبارح اتشطف وغسل وشه بصابونة لوكس وحلق دقنه وعور نفسه وخر دم وطبعا إزاي كمان إنه مانساش يغسل سنانه علشان الحبكة الدرامية للبوست وبعد كده بعد ما لبس هدومة وهو نازل من بيتهم قوم يجيله تليفون مهم، من مين بقى؟ قال يقولك نبقى نكمل بقى في يوم جديد علشان نعرف أم التليفون اللي جاله وهو نازل ده جاله من مين بالظبط!!

طبعا الوصف اللي فوق ده انا بقصد بيه نفسي مش أي حد تاني لكن الحقيقة اللي انا عاوز اوضحها إن فيه ناس كتير للأسف بتعمل زي حالاتي كده غاويين يكتبه أي كلام فارغ وحكايات خايبة لا بتودي ولا بتجيب وقال ايه يحطوا على باب المدونة وانت داخل بالفونت العريض "هذه هي تجربتي مع الحياة" غور ينعن ... وقال إيه أنا بحكي الكلام ده يا جماعة علشان الناس تقدر تستفيد من تجربتي واللي مش هيستفيد منها فكفاية انه ضحك من قلبه علشان الضحك بقى عملة نادرة!!

استغفر الله العظيم يا رب

على العموم إن شاء الله في البوست اللي جاي هبقى أحكي لكم بقى بعد ما دخلت عند دكتورة جنة يا ترى يا هل ترى إيه اللي حصل؟ (علشان تعرفوا بس إني كلامي اللي فوق كان كله صح).

أشوفكم المرة الجاية على خير بإذن الله

التسميات:

posted by ولد مصري at 16:23 18 comments

الاثنين، يناير 26، 2009

جعلوني مدونا - تحديث

التدوين عالم بحاله
سمعت عنه وعن جماله
قلت أشوف واخش اجرب
وأنا بس كان مالي وماله

دنيا كبيرة وعالم مابينتهيش
مولد مالهش آخر وبشر عايزة تعيش
تلاقي فيهم سي السيد
وتلاقي بينهم الحرافيش

تلاقي المؤمن وتلاقي الشاذ
تلاقي الطالب والأستاذ
تلاقي الضايع واللي صايع
واللي بيقول اين الملاذ

فيه اللي نايم وفيه اللي قايم
وفيه اللي قاعد سرحان وهايم
فيه المفتح وفيه المتنح
وفيه المسنتح بشنبات قوايم

اللي أصله كحيان ودقة
وعامل فيها ابن الوزير
سمى نفسه البرنس الطاير
وساعات ملك وساعات أمير

الواد الجن والمجنون
والعاقل في زمن الجنون
والسكران والحرامي
والسابح في الظنون

أحوال الهوى والرومنسي
ومحمد غاليه ومدحت ومرسي
أحمد الشاعر وفشكول
واللي مسمي نفسه منسي

الجميلة والأميرة
واللي بتقول شمس الشموس
وهمس الليل وهمس الصبح
وشروق ونهار وشمعة فانوس

اللي بتدور على الخطوبة
واللي عايزة ابن الحلال
واللي شايفة ان الخطوبة
دلوقتي بقت شئ محال

اللي عايزة تطلق واللي عايزة تتجوز
واللي مش عارفة هي عايزة ايه
المفروسة من حماتها
والمتغاظة من جوزها البيه

اللي بتطالب بالحرية
واللي عاملة مواجهات
واللي رافعة مليون قضية
ونازلة شتيمة في الحكومات

المبسوطة فيه تقول هه هه
واللي بتعيط بتقول عاااا
والمكسوفة قال بتكتب
وش مكسوف يا ولداه

واللي داخله بتقول يا لهوي
واللي داخلة بتقول عوووو
دا انا عقلي هيشت مني
ابقوا يا ناس الحقووووا

وشوش غريبة وناس عجيبة
وكل يوم بيكونوا في حال
يا عالم أنا طهقت
من اللي قالوا ومن اللي قال

التسميات:

posted by ولد مصري at 12:57 38 comments

الأربعاء، يناير 21، 2009

مزيكاتي قديم – الجزء الخامس


في فيلم رصيف نمرة خمسة دخل فريد شوقي القهوة اللي بتقعد عليها العصابة وقعد على إحدى الطرابيزات وكان ساعتها الريس محمد طه بيغني ويقول "يا معلم الكل والكل يقولك يا معلم" وكانت كل حاجة ماشية تمام .. لكن بعد شوية بقى دخل محمود المليجي والشرار بيطق من عنيه وحاطط إيده داخل جيب الصديري المقلم اللي كان لابسه تحت الجلبية البلدي وراح لفريد شوقي وقاله:
"لا مؤاخذة الكرسي ديه بتاعي أني"
عنها وابتدت العركة اللي فيها محمود المليجي أكل علقة تمام ماكلهاش مواطن مصري في مظاهرة واتبهدل آخر بهدلة ووقع على الأرض وبدأت التعليقات تنهال عليه من الناس اللي كانوا قاعدين في القهوة وعمالين يضحكوا ويقولوا:
"حوش اللي وقع منك يا معلم"
"المعلم بيلحس البلاط يا رجاله"
وطبعا زي ما حضراتكم عارفين ان نهاية محمود المليجي كانت بخنجر في ظهره وانتهى الفيلم إن البطل رجع للبطلة واتجوزوا بعض وخلفوا فاروق الفيشاوي اللي عمل الجزء التاني من نفس الفيلم مع بوسي في فيلم خايب مش فاكر اسمه!!

المهم إن المقدمة دي واللي بتحكي جزء من أجمل الأفلام في تاريخ السينما المصرية ليها مغزى وهو إن الحرام عمره ما بيدوم ومن خرج من داره اتقل مقداره وكنتي فين يا "لأ" لما قلت "آه" (ايه نظام الولايا ده .. ما علينا) لأن تحديدا ده اللي حصل مع فرقتنا الموقرة في الفرح اللي هحكي لحضراتكم عليه النهارده بإذن الله.

اللي حصل يا سادة إن الفرقة تم استدعاءها لإحياء أحد أفراح دوري المظاليم (اللي غالبا الزمالك هيلعب فيه الموسم اللي جاي ويمكن المواسم اللي بعد كده كمان) واللي كان بيمثله نادي كهرباء شبرا والحقيقة إن الفرح ده كان بيعتبر نقله حضارية جبارة للفرقة حمدنا ربنا عليها، نظرا لأن الفرح كان أولا في مكان مغلق (محدش عارف يمكن الدنيا تمطر ولا حاجة) وثانيا كان في نادي – حتى وإن كان درجة تالتة (أهي اسمها برضه منطقة ليها سور يعني مش مشاع للي رايح واللي جاي) وده بيعني إن المفروض إننا مش هنتعرض للتحرش البيئي اللي تعرضنا له في الفرح اللي فات واللي كان بيتمثل في العروض الخاصة بشرب البلاء الأزرق اللي اسمه بيرة أو التعامل مع براميل الطرشي اللي بيطلقوا على أنفسهم راقصات.

بدأ الفرح ودخل العريس وفي إيده العروسة وقعدوا داخل الكوشة وتم توزيع الشربات وكل واحد من السادة المعازيم قعد على كرسيه وفرقتنا الموقرة واقفة على الاستيج اللي كان مسرح بجد مش زي الفرح اللي قبله وكل شئ كان على ما يرام.

ابتدينا نلعب الأغاني الشبابية ولأول مرة أشعر إننا بنلعب مزيكا بجد والمغني لعلع والناس بدأت تقوم وصديقات العروسة اجتمعوا حوليها وشدوها علشان تقوم تهز شوية هيه والزبون اللي كان قاعد متنشي جنبيها في الكوشة وكانت الحياة بمبي والدنيا ربيع والجو بديع وقفلي على كل المواضيع علشان نعرف نشتغل .

المهم بعد شوية ابتدينا نغني أغنية لمطرب إسمه إبراهيم عبد القادر كان موجود أيام زمان إسمها القمر قمرنا قمرنا والفرح في دارنا في دارنا والهوى جمعنا جمعنا.. والكل سعيد ومبسوط ولحد دلوقتي مافيش أي مشكلة.

بعد شوية لقينا واحد بيوشوش العريس في ودنه وبعدها طلع العريس يجري خارج القاعة
احنا ملناش دعوة وشغالين زي ما احنا: القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
شوية كمان لقينا العروسة طالعه تجري خارج القاعة
قلت يا واد طنث خالث وفضلنا نغني القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
أبو العريس كمان طلع يجري خارج القاعة
عنينا إبتدت تبص بره على اللي بيحصل خارج القاعة بس في نفس الوقت مازال القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
أخو العروسة هوه كمان طلع يجري خارج القاعة
بدأ الاستغراب ومعاه القلق لكن مازال القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
رجعت العروسة تجري وراحت توشوش مامتها
استر يا رب (ماهي البنت مابتوشوشي مامتها إلا في الكوارث) والقمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
ابتدت المعازيم تتلم حوالين العروسة
وماله .. أهم حاجة إن القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
سمعنا صوت زعيق خارج القاعة
وهنا كان فيه سؤال لازم يطرح نفسه على الساحة هل مازال القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا؟
خرجت العروسة ومامتها
وبعد شوية سمعنا صوت صويت جاي من خارج القاعة
لاااااا .. دي حاجة مايتسكتش عليها أبدا .. بس للأسف الشديد ماكنش ممكن نعمل أي حاجة غير إننا نغني القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا يمكن الأحوال تتصلح
بعد كده لقينا كل اللي كانوا خارج القاعة داخلين القاعة وبيزعقوا بصوت عالي أعلي من صوت المطرب اللي اضطر إنه يعلي صوت الساوند سيستم وزعق بعلو حسه وقال:
القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
ابتدي أخو العروسة يزق العريس
واحنا برضه مصممين إن القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
العريس راح هابد أخو العروسة بالقلم على سحنته
طبعا إحنا بعد ما شفنا المنظر ده مقدرناش نسكت وقاعدنا نغني القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
أصحاب أخو العروسة لما شافوا صاحبهم اترقع بالقلم على قفاه اتلموا حولين العريس علشان يضربوه
يا جماعة استهدوا بالله مايصحش كده .. طب ده حتى القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
قوات الانتشار السريع التابعة للعريس واللي بتشمل أهله وأصدقاؤه تدخلت
و القوات الخاصة التابعة للعروسة ابتدت تشارك وتتعامل مع الموقف بكل حزم
وإحنا برضه شغالين زي ما احنا في القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا (فرقة معندهاش دم صحيح)
بعد شوية لقينا كرسي طار ولبس في وش العريس والحمد لله إنه ماجاش في دماغ المغني وعلشان كده كمل كلامه .. القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
لكميات يمين وشمال في الوجه وفي فم المعده تتبادل ما بين أهل العريس وأهل العروسة
وكراسي تتطاير في اتجاه المغني والفرقة اللي برضه لسه مصممين على رأيهم إن القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا
أخيرا .. تتدخل إدارة النادي بقطع الكهرباء (واخدين بالكم نادي الكهرباء بيقطع الكهرباء عن الفرح .. ما علينا) ويصبح الظلام الدامس هو سيد الموقف!!

الكوميديا في الموضوع إن أول ما النور اتقطع كان لسه صوت المغني وسط الضلمة بيقول القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا وكان معاه صوت الدرامز لأن بقية الآلات بتشتغل بالكهرباء اللي كانت مقطوعة.

يأتي الأمن ويفض الاشتباك ونخرج من النادي بسلام تحت حراسة الأمن دون أي إصابات ونعود إلى قواعدنا سالمين وإحنا فطسانين على روحنا من الضحك وبنغني القمر قمرنا والفرح في دارنا والهوى جمعنا ..

على فكرة دي كانت آخر مرة نغني الأغنية الشؤم دي وبعدها كمان أفتكر إن المطرب إبراهيم عبد القادر قرر اعتزال الغناء!!

ونتقابل في ليلة أخرى وفرح آخر بإذن الله

التسميات:

posted by ولد مصري at 12:53 22 comments

السبت، يناير 17، 2009

قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار


في غزوة أحد عندما تعرض جيش المسلمين إلى الهزيمة وكان قد قتل منهم سبعون من خيارات الصحابة وقف أبو سفيان ولم يكن قد أسلم حينذاك مفاخرا وقال "يومٌ بيوم" أي يقصد أنكم أيها المسلمون قد انتصرتم في بدر وهانحن ننتصر اليوم في أحد .. "يومٌ بيوم" تتساوى الانتصارات وتتساوى الرؤوس ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقولته التي استوحاها من ربه عز وجل وعلَّم بها الأمة معنى التضحية والشهادة في سبيل الدين والعرض والوطن حينما رد عليه وقال "قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار".

نعم أيها السادة إن هذه الكلمات الخالدة هي عنوان لكل شهادة وتضحية في سبيل أعز ما نملك وهو الدين وإعلاء كلمة الحق التي جبلنا عليها وهي لا إله إلا الله.

سنة الله في الخلق هي الابتلاء، وقد ابتُلى الصحابة أشد مما نُبتلى به الآن وكلنا يذكر قصة آل ياسر والتعذيب الوحشي الذي تعرضون له من قبل شرذمة من الكافرين وكان إعلان النبي صلى الله عليه وسلم لهم أن صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة، كان ذلك هو بمثابة الضمادة التي تُدوى بها جميع الجروح وتهون من أجلها الحياة وتُقدم لها الأرواح فداءا، وكيف لا وتلكم الجنة هي معشوقة كل قلب ينبض بلا إله إلا الله وهي منتهى طلبه وغاية رجاه "أَمْ حَسِبْتُم أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم نَبَأُ الذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَسَتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَرَاءُ وَزُلْزِلوُا حَتَى يَقُولُ الرَسُولُ وَالذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ .. أَلاَ إِن نَصْرَ اللهِ قَريِب"

كل ما يحدث في هذا الكون ما كان إلا بعلم من الله وبقدره الذي سبق وأن كتبه عز وجل في اللوح المحفوظ قبل بدايات الخلق وما تكون من نطفة في أرحام الأمهات إلا وقد كتب الله أجلها ورزقها وشقائها أو سعادتها ويقيني أن الله دائما وأبدا يقدر الخير لهذه الأمة حتى وإن رأينا عكس ذلك وما يحدث الآن للأمة هو نوع من أنواع التربية والتي لابد وأن تؤتي ثمارها ولو بعد حين.

التسميات:

posted by ولد مصري at 10:09 13 comments

الخميس، يناير 08، 2009

هذا فراق بيني وبينك


"هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ" كانت هذه هي كلمات الخضر إلى أحد أولي العزم من الرسل وهو موسى عليه السلام، عندما حاد الأخير عن الاتفاق المبرم بينه وبين الخضر في ثلاث مواضع فقط، حيث نص هذا الاتفاق على "سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللهُ صَابِرَاً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرَاً" وكما يعلم الجميع فإن موسى عليه السلام لم يستطع أن يصبر على ما رآه من الخضر خلال رحلتهما معا مما اضطر الخضر إلى فض هذا الاتفاق ومن ثم توضيح لموسى عليه السلام أنه كان يمتثل لأوامر الله عز وجل في كل ما فعل "وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي" وكذلك أن الله تعالى قد أعطاه ما لم يعطي موسى عليه السلام "آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَدُنَّا عِلْمَا".

أيها السادة نحن الآن وللأسف الشديد أولى أن تقال لنا مثل هذه الكلمات، فعندما نطقنا بشهادة ألا إله إلا الله محمدا رسول الله كان تلكم هو العهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نمتثل لأوامر الله عز وجل ولا نعصى لرسوله صلى الله عليه وسلم أمرا، ولو كان الرسول بيننا الآن وحدث معنا ما حدث بين موسى والخضر لسمعناه صلى الله عليه وسلم يقول "هذا فراق بيني وبينكم".

نحن – المسلمون – من تهاون كثيرا في سننه صلى الله عليه وسلم وكثيرا ما سمعنا كلمة "دي سُنه" ويرتبط بهذه الكلمة وجوما بالوجه والقلب وشعورا بالاستصغار لهذا العمل لأنه سُنه، وقد نسينا قول ربنا عز وجل "فَلْيَحْذَرِ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيم".

في غزوة أحد قام بعض الصحابة بتأويل كلام الصادق المصدوق والمقصود بالتأويل هنا هو الاجتهاد في تفسير النص فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر رماة الجيش ألا يتركوا أماكنهم من فوق الجبل وبعد أن رأى الرماة انتصار المسلمين هموا بأن يتركوا مواقعهم، فذكرهم الآخرون بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فاجتهدوا في تفسير كلامه صلى الله عليه وسلم وأن أمره لهم كان مرهونا بانتهاء المعركة، ولذلك فقد نزلوا من فوق الجبل ظنا منهم أن المعركة قد انتهت وعندما رأى خالد بن الوليد ذلك ولم يكن قد أسلم حينها فكَّرَ على المسلمين وقاتلهم وقتلهم وهزم يومئذ المسلمون واستشهد من رجال الصحابة سبعون، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال بينهم.

نحن اليوم نتعجب لماذا لم ينصرنا الله؟ ولماذا ينهزم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؟ ونسينا أنه عندما خالف الصحابة قول النبي صلى الله عليه وسلم بدون قصد وكان ما يزال بينهم بأبي هو وأمي فلم تكن معهم نصرة الخالق سبحانه وتعالى وانهزموا وقتلوا، فما بالنا اليوم وقد خالفنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم بتعمد وقصد وإصرار وهو ليس موجودا بيننا ليستغفر الله لنا؟

نعم نحن نستحق، فما يحدث فينا ما هو إلا حصاد مُر جنيناه من بذور أعمالنا، وسيستمر هذا الحصاد ما استمرت تلك البذرة الخبيثة فينا لأن تلك هي سنة الخالق في الخلق.

والله لا أدري ما أنا بفاعل إذا قابلته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عندما تدنو الشمس من الرؤوس وتبلغ القلوب الحناجر وأنا أحمل أوزاري على ظهري وأطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي عند جبار السموات والأرض فيقول لي "هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ" وحينها سأصرخ "يَا لَيْتَهَا كَانَتْ القَاضِيْة".

الفرصة أيها السادة مازالت قائمة ومازال باب التوبة مفتوح والأرواح في الأبدان فوالله تلك لنعمة قد أفلح من غنمها وقد خسر من ضيعها. فلنعود جميعا إلى حظيرة الدين وليكن شعارنا "وَعَجِلْتُ إلَيْكَ رَبِي لِتَرْضَى" ولنأتي بسنن حبيبنا صلى الله عليه وسلم علنا استطعنا يوم القيامة أن نرتشف من يده الشريفة تلكم الشربة التي لا نظمأ بعدها أبدا.

التسميات:

posted by ولد مصري at 10:29 19 comments

السبت، يناير 03، 2009

فإن مع العسر يسرا


المتابع لما يحدث في غزة الآن يشعر أنها القاضية وأن ما تمر به أمة الإسلام قاطبة وفي غزة على الأخص يدل دلالة لا ريب فيها عن زيادة منسوب الضعف والهوان الذي استشرى في المسلمين في العصر الحديث وظن البعض أن تلكم ربما كانت أسوء فترة مرت بها الأمة على مدار التاريخ ولكن أيها السادة فلنطمئن ولنعلم أنه قد مر على المسلمين الكثير والكثير من الأحداث التي يندى لها الجبين وتشيب بمرورها الولدان.

فمثلا عندما دخل التتر بلاد المسلمين وقتلوا من قتلوا واستشهد من المسلمين أعددا تقدر بمليوني مسلم وحرقت المساجد وقطعت المصاحف بل زاد الهوان إلى الحد الذي فيه يقول مجرم التتار للمسلم إبقى مكانك حتى آتي بسكين وأقتلك فيظل المسلم مكانه من الرعب. ومع هذا الهوان والضعف والتنكيل خرج من بين أظهر المسلمين قطز لينتصر على هؤلاء التتار في عين جالوت ولم تنتهي القصة عند رفع رايات النصر بل قد انتشر الإسلام في بلاد التتر أنفسهم وذلك بعد دخول جيوش التتار في الإسلام فعادوا دعاة في بلادهم ويدخل الناس في دين الله أفواجا، فسبحان الله على ذلك التحول وصدق الله "لا تَحََْْسَبُوهُ شَرٌ لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْر" .

الكثير الآن يبحث عن خروج "صلاح دين" جديد يعيد للأمة عزها ومجدها وقد تناسوا أن صلاح الدين الذي هزم الصليبين قد خرج بعد ستين عاما من هوان أمة الإسلام واحتلال القدس ولم يكن خروجه محض صدفة عابرة ربما لا تكرر أو أنه قد أتى بين عشية وضحاها ولكن خروجه كان مرهونا بزيادة إيمان الأمة فلما وصل هذا المنسوب إلى المستوى الإيماني المطلوب خرج صلاح الدين وانتصر على قوى الصليبين وأعيدت القدس إلى أحضان الإسلام.

أقول أن كل ما يحدث للمسلمين الآن فهو بقدر الله ولو شاء الله لانتصر لهم ولكتب لهم التمكين في الأرض ولكننا نحتاج لأسباب هذا التمكين والذي ربطه الله تعالي بالإيمان في قوله "وَكَانَ حَقَاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِين" وقال "إنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنْ الذِينَ آمَنُوا".

المطلوب منا الآن بجانب زيادة الإيمان أن ندعو لأهلنا في غزة وندعمهم بالتبرعات ونبذل كل الجهد في نصرتهم، وأدعو كل من يستطيع أن يذهب إلى البيت العتيق أن يفعل وأن يتعلق بأستار الكعبة ذارفا الدمع مدرارا علنا نرى خبر عاجل على شاشات التلفزة بوقف العدوان وفك الحصار عن إخواننا في غزة.

التسميات:

posted by ولد مصري at 13:34 16 comments