يَوْمِيَات وَلَد مَصْري

الأربعاء، ديسمبر 31، 2008

وللحقيقة وجه آخر


اسمحوا لي أن أحيد عن مجريات الأحداث التي وقف لها العالم حدادا واعتصرت على ما يدور بها الأفئدة حزنا وألما، وأن أقدم هذا المشهد العبثي عله يكون تبيانا لما يحدث الآن في غزة بل ربما عرفنا منه سبب ما يحدث الآن لكل مسلمي العالم.

نعلم جميعا أنه عندما اجتمع أمير المؤمنين الصديق أبو بكر بعظماء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في القمة العربية في المدينة المنورة، اتفقوا بعدها على إرسال خالد ابن الوليد مع رجالات المدينة لاستئصال جذور الردة من شبه جزيرة العرب، فجدلا دعونا نفترض أنه عندما ذهب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد دار بينهما الحوار التالي:

أبو بكر: احنا قررنا يا خالد إننا نبعتك مع شوية جنود علشان تدعو الناس دول اللي مش عاوزين يدفعوا الزكاة وتقنعهم إنهم يرجعوا عن اللي في دماغهم يأما إذا ما وفقوش فهنضطر نحاربهم ونقاتلهم لحد آخر راجل في المدينة
خالد: والكلام ده عايزه إمتى يا أمير المؤمنين؟
أبو بكر: فورا
خالد: بس فيه مشكلة يا أمير المؤمنين!!
أبو بكر: خير؟
خالد: الحقيقة يا أمير المؤمنين أنا مش هينفع أسافر دلوقتي لأني عندي شوية شغل
أبو بكر: شغل؟ شغل إيه؟
خالد: أصلي بصراحة الفرس الجديدة بتاعتي عليها أقساط وكمان كنت واخد قرض من بنك المدينة المنورة (لايت سيتي بنك) وعاوز أسدده.. بس أوعدك يا أمير المؤمنين أول ما أخلص الحاجات دي هكون تحت أمرك على طول ..
أبو بكر: طيب والدين يا خالد؟
خالد: لا ما تقلقش خالص .. أنا الحمد لله بصلي في المسجد وبصوم اتنين وخميس .. لا وإيه .. العيال كمان جايب لهم شيخ يحفظهم القرآن.. طيب دي حتى بنتي الصغيرة خلصت حفظ الجزء التلاتين .. تعالي يا بنت سمعي لعمك أبو بكر سورة النبأ!!
أبو بكر: طيب والمسلمين اللي ارتدوا ومابقوش يدفعوا الزكاة؟
خالد: يا أمير المؤمنين الدين يسر .. هما مش مسلمين وقلبهم أبيض وزي القشطة يبقى ربنا هيرضى عنهم .. وبعدين بصراحة يا أمير المؤمنين أنا محتاج أدرس شوية فقه لأن أهم حاجة إني أتعلم الدين وبعد ما أتعلم الدين كويس وأحفظ القرآن كامل وأحفظ كمان أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالمتون بتاعتها، ساعتها بس ممكن أبقى أخرج في الدعوة وأدعو غيري .. لكن دلوقتي أنا لسه بدري قوي عليا!!

والآن .. نحن نصلي ونصوم ونتصدق بل ونحفظ القرآن وربما كفلنا يتيما، إذاً فنحن بخير .. هكذا زعمنا .. ولكن الحقيقة أيها السادة أننا أغفلنا الجزء الأكبر من الدين والذي قال الله تعالى فيه "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله"

كم من المسلمين اليوم توقف عن دفع الزكاة .. وكم منهم لا يصلي .. وكم منهم لا يصوم رمضان .. ناهيك عمن ارتد منهم عن الإسلام بالكلية .. كم منا احترق ألما على جاره الذي لا يصلي .. متى كانت آخر زيارة قمنا بها لتفقد أحوال الغير .. متى دعونا للأمة بالصلاح والنصرة .. والصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول في معنى الحديث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"

نحن نلوم العالم الذي لم يتحرك لنصرة إخواننا الفلسطينيين ونلوم الحكومات والملوك والرؤساء العرب بل والعجم ولكن الحقيقة أننا لابد أن نلوم أنفسنا أولا فنحن من تركنا أمر ديننا وتخاذلنا عن نصرة الدين ودعوة أنفسنا أولا ومن ثم دعوة الغير إلى الخير وأصبحنا نلهث وراء مادة زائلة نبحث بها عن سعادة مفقودة ونسينا الحقيقة الجلية في قول ربنا "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكَاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى"

"أينقص الدين وأنا حي" تلك كانت كلمات الصديق عندما تعطل ركن واحد من أركان الدين وهو الزكاة، وأرسل جل رجال المدينة لدعوة هؤلاء المرتدين، فماذا نحن فاعلون وقد انفكت عرى الدين عروة تلو الأخرى ووقفنا نحن كالخُشُبُ المُسَّندة مكتفين بوضع الأكف على الخدود وذرف دموع التماسيح.

نعم إنه الدين الكامل الذي سيسألنا عليه الله يوم القيامة، وهو ذات الدين الذي سيُسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولكن جل ما أخشاه هو أنني عندما أبحث في صحيفتي يوم القيامة عن ردود تضاهي ما فعله هؤلاء الرجال فلا أجد عندي سوى الهباء المنثور!!

التسميات:

posted by ولد مصري at 00:14 16 comments

الجمعة، ديسمبر 26، 2008

مزيكاتي قديم – الجزء الرابع


وصلنا المرة اللي فاتت لما مطرب الغفلة .. أنهى على خير الحفلة .. والمعازيم انبسطت .. بعد ما هاصت ورقصت .. وسألوه على نمر التليفونات .. ووسائل الاتصالات .. علشان يكلموه .. وبسرعة يستدعوه .. في أي حفلة للشباب .. خطوبة كانت أو كتب كتاب .. وتوالت على الفرقة الأفراح .. وتعاقبت الليالي الملاح .. وبكده حصل المراد .. بعد ما انهمرت على الفرقة الأعياد ....

الفرح التاني اللي جه للفرقة كان للأسف الشديد أوطى من اللي قبله بمراحل، أولا لأنه كان في الشارع .. لأ وايه ومش في أي شارع، الفرح يا سادة كان في منطقة إسمها المنيب والمعازيم كانوا من تجار "الفاقهه" (الفاكهة باللغة المصرية) وتجار "الاصماق" (يعني الاسماك بس باللغة السواحيلي) وكل ده لحد دلوقتي مافيش منه مشكلة, لكن بصراحة اللي قطع في قلبي وخلاني أبكي على شبابي الضايع إن الليستيدج اللي الفرقة هتقف عليه كان عبارة عن عربيتين كارو لزقين في بعض وعليهم سجادة ميته لونها أحمر في اسود مهبب بهباب وطين اللي أول ما شفته خلاني انفجر في وش البهوات زمايلي في الكار الاسود بتاع المزيكا اللي كانوا واقفين بيندبوا حظهم الهباب:

- يا نهار مالوش ملامح ولا لون ولا طعم ولا ريحة، ايه يا هباب البرك انت وهوه الفرح اللي جايبينا فيه ده؟
- إثبت إنت وهوه .. محدش يقل عقله ويحاول يعمل أي حركة مريبة ليطخونا كلنا .. أنا بقولكم أهه
- إنتوا بتستهبلوا .. فرح في الشارع؟ وفين؟ في المنيب؟ والمسرح عربية كارو؟ يا نهار أزرق..دا ايه السفالة اللي احنا فيها دي ..
- يا جماعة وطوا صوتكم شوية لحد يسمع
- هوه احنا بنسرق ولا بنتبلى عليهم.. ما هيه دي الحقيقة
- المهم يا جماعة دلوقتي هنعمل ايه؟ الناس دول هينفع نلعب لهم الودنج مارش ونرقص العريس والعروسة على ضميني وانسي الدنيا برضه؟
- ودنج مارش ايه وإيمان البحر درويش إيه اللي عاوز تلعبهم .. دول بقى تجيب معاهم من الآخر وتدخل معاهم في الموضوع على طول .. إديني في الواطي وأنا أحبك يا فننس!!

المهم واحنا واقفين مسبهلين من هول المنظر لاقينا واحد داخل علينا لابس بدلة بتنجاني وقميص أصفر ولافف على رقبته حبل غسيل وعمله كرافته، شايل على كتفه صندوق بيرة استيلا وقال وهو فاشخ ضبه:

- المعلم فرج بيبعت أحلى تماسي على الفرقة وبيقولكم لو ليكم شوق في أي مصلحة تانية إحنا جاهزين!!

يا دي المصيبة – الظاهر إن الوالد كان عنده حق، العينه ظهرت والجواب بان من عنوانه!!

بعد شوية ظهر متعهد الفرح اللي كان متفق معانا بعتنا له واحد صاحبنا كنا مصدرينه علشان يتكلم ويتفق بإسم الفرقة.

رجع صاحبنا بعد شوية بمفاجئة تانية أنأح من اللي قبلها، لقيته بيقول إن المتعهد عاوزنا نشغل واحدة رقاصة درجة تالته، من نوعية الرقصات اللي بيكونوا أشبه ببرميل الطرشي المتحرك، لابسه بدلة رقص مقاس 70 ولسه قايمة حالا من على طشت الغسيل وجت جري علشان تهز أرداف على شكل رفارف عربية فولكس بيتلزوليها كرش كبير على شكل عوامة من بتوع كاوتشات العربيات النقل اللي بيبقى لونها اسود وقطرها لا يقل بحال من الأحوال عن 42 إنش بالمستريح.

بدأ الفرح وطبعا الأمر ماسلمش من النقطة (مش قصدي النقطة اللي جاتلنا من الوطي اللي احنا قاعدين وسطيه) لكن النقطة بتاعة الأفراح الشعبي اللي بتكون على النحو التالي:
العريس – ريس .. ريس ريس ريس (صدى صوت)
العروسة – روسة .. روسه روسه روسه (صدى زفت)
الفرح – أرح .. أرح أرح أرح (ينعن ....)
المعازيم – زيم .. زيم زيم زيم (يا عالم حد يرحمنا من أم الإكو ده)
كمان مرة المعازيم زيم .. زيم زيم زيم (لا دي حاجة مايتسكتش عليها ابدا)
تجار الأسماك – ماك .. آك آك آك
كمان مرة تجار الأسماك – ماك .. آك آك آك
يعني سمك القرش – قرش .. أش أش أش
اللي واكل كل الأسواق – واء .. واء واء واء
يعني الحيتان الكبيرة – بيرة.. بيرة بيرة بيرة
ورقصني يا جدع

وهاتك يا رقص على أي كلام فارغ وأي مزيكا فارغة وأي حزن مالوش لازمة، أهم حاجة في الموضوع إن الإكو (اللي هوه صدى الصوت .. توت توت توت) يكون على أخره والصوت كمان يكون على أعلى درجة.

إنتهى الفرح ده كمان على خير وعدنا إلى قواعدنا سالمين بعد التجربة اللي ما يعلم بيها إلا ربنا ويمكن تكون دي أسفل تجربة مرت علينا في تاريخنا الفني كله.

عدت الأيام وجالنا فرح تاني في نادي كهرباء شبرا اللي للاسف الشديد اتحول بقدرة قادر إلى أحد أفلام الأكشن بتاعة فريد شوقي ومحمود المليجي وده بقى اللي هنشوفه مع بعض إن شاء الله المرة اللي جاية في ..... رصيف نمرة خمسة ..... أقصد في الجزء رقم خمسة !!

التسميات:

posted by ولد مصري at 19:00 17 comments

الخميس، ديسمبر 18، 2008

مزيكاتي قديم – الفصل الثالث


كنا وقفنا المرة اللي فاتت لما صاحبنا الهمام .. بسرعة الحمام .. طار في سكوت .. إلى قهوة كتكوت .. وقابل مطرب الغفلة .. وكلمه عن الحفلة .. أقنعه إنه هيغني .. مع فرقة كبيرة ويبقى مغني .. وفعلا حصل المنشود .. ورجعوا للمكان المعهود .. اللي فيه الفرقة اجتمعت .. وللاقتراحات استمعت .. كل واحد بيقول رأيه ..بحياد مافيش زيه .. وبعد ما انتهت المداولة .. صدر الحكم بالمحاولة!!

بعد مقدمة ألف ليلية وليلة دي ندخل بقى في الموضوع ..

كانت الفرقة بتتكون من المطرب المغوار ومعاه كي بوردست وهو الشخص اللي بيلعب على آلة الأورج وواحد بيلعب على الليد جيتار (جيتار كلاسيك بس كهربائي وله ست أوتار) وواحد تاني ماسك البيز جيتار (والبيز جيتار بيكون بأربع أوتار وبيطلع صوت غليظ) وأخيرا العبد لله على الدرامز.

إتفقنا على الأغاني اللي هنلعبها وابتدينا نتدرب عليها والحقيقة إن المطرب فعلا كان صوته جميل وهيئته كمان محترمة .. واتدربنا من الساعة 12 الظهر لحد الساعة 6 مساءا وقررنا إننا نتقابل تاني في تمام الساعة السابعة والنصف علشان نطلع على الفرح اللي كان مكانه في نادي الغابة بمصر الجديدة.

روحت البيت وافتكرت حاجة مهمة جدا وهي إني لسه ماقولتش لحد من أهلي على موضوع الفرقة دي وحكاية نزول شغل المزيكا وطبعا علشان انا كنت عارف والدي كويس فكنت متأكد إنه هيبتدي الحوار بالرفض وفعلا حصل اللي كنت متوقعه.

أنا: بابا على فكرة انا عملت أنا واصحابي فرقة مزيكا وإن شاء الله هننزل شغل النهاردة
بابا: فرقة؟ فرقة إيه؟ واصحابك مين؟ وشغل فين؟
أنا (يا نهار ابيض .. كل دي أسئلة؟ .. دا انا عقبال ما أرد عليها يكون الفرح خلص)
أنا: حضرتك دي فرقة مزيكا وانا هلعب فيها درامز وأصحابي دول من الجيران وكنا مع بعض النهاردة وجالنا شغل في فرح في نادي الغابة
بابا: أيوة بس موضوع الموسيقى ده انا كنت حابب إنكم تتعلموه مش علشان تشتغلوا بيه لكن علشان تستمتعوا بالموهبة اللي عندكم وتنموها وبعدين بصراحة الوسط الفني ده وسط ما يعلم بيه إلا ربنا وممكن تتعرف فيه على ناس مختلفين عنك في الأخلاق والطباع
أنا: أولا الناس اللي معايا في الفرقة دول جيرانا ومتربيين مع بعض وكنا بنلعب مع بعض من واحنا صغيرين وأهاليهم كمان ناس محترمة يعني عارفين بعض كويس وبعدين المفروض إن حضرتك تكون واثق فيا أكتر من كده إنت علمتنا الصح والغلط والحلال والحرام يبقى المفروض إنك متخافش علينا بعد كده
بابا: طيب والدراسة؟
أنا: مالها
بابا:ممكن الشغل ده يعطلك عن الدراسة
أنا: مش حضرتك كنت بتقولنا بعد ثانوية عامة إبقوا إعملوا اللي انتوا عايزينه أهم حاجة تعدوا من عنق الزجاجة وأديني خلصت ثانوية وهدخل هندسة إن شاء الله يبقى فاضل ايه تاني
بابا: بكالوريوس الهندسة
أنا: طيب إحنا دلوقتي في الأجازة لما تيجي الدراسة يبقى يحلها ربنا
بابا: بس برضه أنا مش مستريح
أنا (والله ولا انا وخصوصا مع الفرقة العجيبة اللي نزلة شغل في اول يوم اجتمعوا فيه): يا بابا حضرتك طول عمرك بتبقى مش مستريح لأي حاجة جديدة وبعدين بعد كده بترتاح .. أرجوك خليني أجرب
بابا: مين قالك إني ببقى مرتاح بعد كده وبعدين إزاي عاوزني أخليك تجرب حاجة ممكن تضرك
أنا: حضرتك ماتقلقش خالص .. الموضوع مافهوش ضرر من أي نوع خليني أجرب ويمكن الموضوع مايعجبنيش أساسا (طبعا بعد ما نتحدف بالطوب) وانا اللي أقرر ما نزلش شغل تاني
بابا: يعني مافيش فايدة
أنا: مافيش فايدة في إيه بس
بابا: في موضوع شغل المزيكا ده
أنا: متقلقش وإن شاء الله كل حاجة هتبقى زي الفل

وفعلا لبست الملابس اللي اتفقنا عليها واجتمعت مع الشباب في المكان المتفق عليه وطيران على الفرح.

دخلنا الفرح وطلعنا على المسرح نجهز العدة اللي هنشتغل عليها ونجرب الصوت والميكروفونات زي ما كل الفرق بتعمل وبيقولوا كلام عجيب وهما بيجربوا الصوت:

هالو تست .. تست مايك هالو .. هسه .. هسه .. تست .. (مش عارف ايه هسه دي)

المهم شوية وسمعنا صوت الزفه جاية ومعاهم العروسة .. والحقيقة إن الفرح كان من البيئات الشعبية وده طبعا لحسن الحظ لأن معظم المعازيم كان كل همهم الرقص على أي دوشة حتى وإن كانت من عينة أنا بحبك يا حمار!!

يادي المصيبة دا الموضوع طلع بجد .. طبعا أنا إيدي ابتدت تترعش وماعرفتش أتلايم على أعصابي وابتديت أعرق مش عارف ليه.

ووقفنا على البست اللي هو يعني خشبة المرسح .. الله يرحمك يا يوسف بيه يا وهبي (يا عم هو ده وقته إنت في إيه ولا في إيه)

وابتدينا نلعب المزيكا الشهيرة اللي اسمها الويدنج مارش وطبعا الدرامز ماكنش ليه أي صوت خالص لأول مرة في تاريخ البشرية وكل الترقيع والخبط اللي كنت بأمارسه بمنتهى الجد والهمة طار في الهواء ومابقتش عارف أخبط خبطتين على بعض.

دخل المطرب ومسك المايك ومسى على المعازيم وابتدينا نلعب أحلى تخاريف سمعتها في حياتي والحمد لله إن ماكنش فيه أي حد من المعازيم بيفهم في طبيخ المزيكا والعجن والخبز اللي كنا بنعمله واللي كان لا يمت للمزيكا بأي صلة من قريب أو بعيد غيرشي بس إنه بيستخدم نفس الآلات اللي الجماعة المزيكاتيه بيستخدموها.

الجميل في الموضوع إني لقيت المطرب خد راحته على الآخر وزي ما يكون المعازيم دول من بقيت أهله وواضح جدا إن قهوة كتكوت الواطية كان ليها دور كبير في إعجاب السادة المعازيم بهذا المطرب الصاعد لسلم المجد وأكيد معاه الفرقة الماسية اللي احنا بنمثلها.

خلص الفرح وإنتهى معاه العجن وإجتمع بعض المعازيم حول المطرب علشان يسألوه عن نمر التليفونات وطريقة التواصل بالفرقة العظيمة بتاعتنا وطبعا ماكنش معانا أي بطاقات تعارف ولا يحزنون لكن على أي حال اهم حاجة إن الناس انبسطت واحنا كمان انبسطنا إننا نزلنا أول حفلة لينا في تاريخنا الفني.

طبعا الموضوع مانتهاش على كده لأن الحفلة دي كانت بداية المشوار إلى الفنادق الفايف ستارزلكن إن شاء الله المرة الجاية هنشوف إزاي الفرقة كملت مشوارها الفني ونوعية الأفراح الواطية اللي كانوا بيأنسوا فيها.

التسميات:

posted by ولد مصري at 13:03 18 comments

الأحد، ديسمبر 14، 2008

روضة المشتاق


ذهب إلى هناك مع هؤلاء الناس الذين هوت قلوبهم في حب الرحمن اشتياقا يحمل أوزاره على ظهره علّه يضعها عنه في يوم التعارف عندما يباهي به سيده الملائكة .. مشى إلى جبل الرحمة كعاشق ضربه الجنون فهام على وجهه بحثا عن المحبوب.

عند الأصيل اشرأبت يداه تعانق عنان السماء .. تفجر بركان العبرات يحفر على خديه آثار الندم على كل ما فات .. سأل سيده أن يعتقه بلا مقابل.. وقف على الباب .. أبى أن يتركه دون تحقيق مراده الذي جاء من أجله .. ولكن كيف السبيل وقد تذكر كل ما فعله في حق سيده في الأيام الخوالي.. يقينه لم يتزعزع طرفة عين فهو يعلم أن جود سيده سوف يشمله هو ومن جاء معه من وفود العبيد التي تنتظر تلكم اللحظة التي يُصدر فيها المرسوم الملكي بالعفو عنهم جميعا .. يمر الوقت ويبدأ العد التنازلي لجمع الطلبات .. الكل وقف في صعيد واحد يملي مسائله بلا انقطاع .. ملايين العبيد جاءت تتمتم بلغات شتى وبطلبات شتى والملك يستمع إليهم جميعا في آن واحد لا تتلبث عليه الأصوات ولا تتداخل معه اللغات .. حتى إذا وصلت الشمس إلى مستقر غروبها تفتحت الأبواب وتجلى ملك الملوك يبسط يديه بالعفو عنهم جميعا .. يعطى كل واحد مسألته بكل ود ويُشهد الملائكة بمغفرته الغير مشروطة لهذا الوفد المبارك.

تحرك الركب بعد الغروب إلى حيث المشعر الحرام وقفوا يذكرون مليكهم ويحمدوه على ما هداهم إليه .. باتوا ليلتهم في مزدلفة يلتحفون السماء تتجافى جنوبهم خوفا وطمعا حتى إذا صلوا الفجر انطلق كل واحد منهم يبحث عن سبيله في التحلل من إحرامه فمنهم من رمى الجمرات ومنهم من طاف وسعى ولكن في النهاية الجميع يعودون إلى ثكناتهم مهللين ومكبرين بعد أن حلقوا الرؤوس تعبيرا منهم عن الذل والخضوع لملك الملوك.

وفي اليوم التالي بعد مبيتهم في منى يلقون حصوات كانوا قد جمعوها من مزدلفة ويعودون أخرى إلى الثكنات في منى ليبيتون ليلتهم ويستعد المتعجلين منهم للرحيل في اليوم القابل.

حتى إذا كان وقت الزوال من اليوم الثاني عشر من ذي الحجة وبعد إلقاء الجمرات يذهب جمع المتعجلين إلى المكرمة مكة يودعون محبوبتهم المشرفة ينوحون على الفراق ويتعاهدون على لقاء قريب وكيف لا وهم قد أتوا من كل فج عميق يلبون دعوة أرسلت منذ آلاف السنين وستظل ..

نعم مرت اللحظات سريعا كقطار فقد مكابحه فانطلق في طريقه بلا توقف.. انفض السوق كعادته كل عام .. عاد الجمع إلى ديارهم .. وعاد هو معهم إلى حيث كان ومن حيث بدأ.

التسميات:

posted by ولد مصري at 12:18 20 comments

الثلاثاء، ديسمبر 02، 2008

مزيكاتي قديم – الفصل الثاني


كنا وقفنا المرة اللي فاتت لما عم جاديليو أقصد مسيو أستيك قال لي أنت اللي هتغني في الحفلة يا منعم واختارني في فريق الموسيقى كعازف كمان (عازف كمان هنا مش بمعنى عازف تاني لكن معناها عازف كمنجه بس إسم "الكمان" ده اسم الدلع الشيك بتاع آلة الكمنجة) .. وفعلا أتعلمت الكمنجة واشتركنا في حفلات المدرسة وحفلات تانية على مستوى إدارة مصر الجديدة التعليمية والكلام ده كان خلال السنة الخامسة والسادسة ابتدائي.

تدور الأيام وتعدي وأدخل إعدادي وللأسف بيتوقف نشاط الموسيقى نهائي خلال الثلاث سنوات العجاف بتوع إعدادي وأتحول بقدرة قادر إلى النشاط الرياضي وخصوصا كرة اليد ومعاها كرة القدم وكنت بلعب كحارس مرمى في الحالتين.

مرة تانية تجري الأيام وأدخل ثانوي ودي بقى كانت فترة التحول التام في حياتي كلها سواء على مستوى الشخصية أو على المستوى الفني .. فعلى مستوى الشخصية تحولت من شخصية خجولة جدا (لسه آثارها موجودة لحد دلوقتي) إلى شخصية مشاغبة وخصوصا في سنة تانية ثانوي .. أما على المستوى الفني فكان عندنا مُدرسة موسيقى رائعة كانت بتعتبر كل أعضاء فريق الموسيقى زي ولادها وكانت بتخدمهم بعنيها وانا أتذكر إن كان واحد زميل لينا في فريق الموسيقى كان عاوز يشتري جيتار كهربائي علشان هيكّون فرقة مع أصحابه وممعهوش تمن الجيتارفقامت مسلفاه كامل المبلغ علشان يشتري الآلة اللي بيحبها وعلى فكرة من ضمن الناس اللي كانوا معانا في فريق الموسيقى في المدرسة واحد إسمه طارق مدكور واللي منكم ما يعرفش طارق مدكور فده ملحن وموزع معروف في الوسط الفني جدا واسمه بلاقيه ملطوخ على معظم الشرايط الجديدة .. المهم إن طارق مدكور واحنا في ثانوية عامة سألته مرة بتاخد دروس في إيه فقال لي في الفرنساوي .. قلت له بس .. قال لي لأ وفي البيانو كمان!! وطبعا واضح جدا إن دروس البيانو هي اللي حوأت فيه وجابت معاه نتيجة كويسة.

المهم إن وأنا في ثانوي جنب لعب الكمان كنت بحب أقعد على الدرامز وأقعد أخبط عليه وأدوش كل اللي حواليا، لدرجة إن مس الموسيقى طلبت من واحد زميل لنا كان درامر شاطر إنه يعلمني لعب الدرامز وده غالبا علشان تتخلص من الصداع اللي أنا كنت بسببه .. وفعلا ابتديت أتعلم لعب الدرامز وأنهيت ثانوية عامة بمستوى يؤهلني إني ألعب مع أي فرقة موسيقية وده اللي شجعني مع جيران ليا في نفس المنطقة إننا نعمل فرقة .. وفعلا قعدنا مع بعض علشان نتفق هنعمل ايه وهنتمرن فين وكان نقصنا مطرب مش عارفين نجيبه منين .. المهم وإحنا قاعدين لا بينا ولا علينا حصلت حاجة غريبة جدا ألا وهي إن شخص اتصل بتليفون زميلنا اللي كنا مجتمعين عنده وقال له إن فيه فرح ومحتاجين فرقة ضروري جدا .. إمتى بقى الفرح والكلام الجميل ده؟ ............ الليلة يا عمدة!!

- يا نهار أبيض طب وبعدين يا جماعة
- ايه رأيكم يا رجالة نتوكل على الله
- يا بني ازاي بس؟ ده احنا لسه ماعملناش أي بروفات .. وعمرنا ما نزلنا أي حفلات .. ومحدش شافنا في أي مناسبات .. يبقى هيهات هيهات (طبعا حكاية هيهات دي من عندي كتبتها دلوقتي ومكنتش في الحوار بس حسيت إن الجلالة خدتني حبتين) وبعدين إنتوا ناسيين حاجة صغيرة قوي .. هنلاقي فين "مِنعم" دلوقتي اللي هيغني معانا في الحفلة؟ ولا حضراتكم ناويين تطربوا المعازيم بمزيكا بس وبلاهة غُنا؟ ولا جايز بقى ناويين تلفوا في الشوارع وتقولوا محدش شاف مطرب يا ولاد الحلال!!
- الشارع؟ والله فكرة
- إنت بتستعبط ياض انت وهوه؟ فكرة ايه إن شاء الله؟ إننا نلف في الشوارع ندور على مطرب؟
- يا أخي لأ .. نلف في الشوارع ايه بس
- مش إنت يا سي زفت اللي بتقول إن فكرة الشارع دي فكرة حلوة؟
- أنا قصدي إن فيه واحد ساكن جنبنا بيحب يمشي يغني في الشارع طول اليوم .. هو أينعم صايع وضايع وبلطجي .. بس صوته حلو ..ايه رأيكم نجيبه؟
- يا نهار أسود ومنيل بنيلة سوده مهببه على دماغك إنت وهوه .. بلطجي؟ إنتوا أكيد بتهرجوا؟ أكيد أكيد بتهرجوا؟ ما هو مش ممكن يكون الكلام ده بجد ومش تهريج؟ وتهريج زبالة كمان؟ يعني ايه عايزين تجيبوا واحد يغني معانا كل مؤهلاته إنه بلطجي وبيغني في الشوارع؟ دي إيه المؤهلات العالية دي؟ معلش يا جماعة أنا متهيألي بس إنكم متأثرين شوية بفيلم بداية ونهاية بتاع صلاح أبو سيف لما جابوا فريد شوقي يغني "طب والله زمان زمان والله" .. إنتوا عاوزين المعازيم يحدفونا باللي في رجلهم؟ ولاعاوزنا مانروحش من أم الفرح اللي مش باين من أوله ده؟
- يا جماعة ما هو مافيش حل تاني أنا رأيي نجيبه وخلاص
- طيب ولنفرض إننا رضينا إنه يغني معانا ممكن أعرف بقى هنلاقيه ملقح في أنهي خرابه دلوقتي؟
- بسيطة هوه دايما بيقعد على قهوت كتكوت في روكسي
- يا دي المصيبة .. وكمان قهوة كتكوت؟
- يا سيدي وانت مالك بإسم القهوة بس هو انت هتناسبها؟
- ما هو ده بيدل على المستوى البيئي اللي ما يعلم بيه الا ربنا اللي هنتعامل معاه
- يا سيدي ماتتعاملش معاه انت وسيبنا إحنا نتعامل معاه
- ماشي .. بس برضه قهوة كتكوت دي مش مريحاني؟
- يا عم مش مهم تريحك المهم إننا ننزل الحفلة وخلاص .. دي أول مرة نعمل حاجة زي كده وعايزين نجرب
- وماله خلينا نجرب ماهي شكلها كده هتبقى اول وآخر حفلة ننزلها
- طيب المهم دلوقتي مين هيروح يندهله
- أنا هروح مافيش مشكلة ..

ده تحديدا الحوار اللي دار ما بين أعضاء الفرقة الجديدة اللي اتكونت وبتستعد تنزل أول حفلة ليها في نفس اليوم اللي اتكونت فيه .. عرفته ليه حالة الفن بتسوء في مصر!!

المهم راح صاحبنا قهوة كتكوت ولقى الزبون المطرب اللي المفروض هيغني معانا مآنس على القهوة وهاتك يا شرب شيشة ولعب طاولة ودومينو .. عرض عليه صاحبنا الفكرة وطبعا وافق على الفور .. أكيد لازم يوافق وهوه هيلاقي مكان يتاوى فيه - أقصد يغني فيه - فين أحسن من كده بدل قاعدته على القهوة وغناه في الشوارع .

المهم إنه شده معاه ورجعوا هما الاتنين لمكان تجمع الفرقة .. بس المشكلة بقى إن الكلام الجميل ده كان الساعة كام؟ كان في تمام الساعة 12 ظهرا، والحفلة كانت الساعة كام؟ كانت في تمام الثامنة مساءا!!

يا ترى يا هل ترى ايه اللي حصل لما أعضاء الفرقة اتقابلوا مع بعض لأول مرة؟ وإيه اللي حصل في الحفلة؟ ده اللي هنعرفه في الفصل التالت بإذن الله ..

التسميات:

posted by ولد مصري at 19:14 40 comments